رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

نتنياهو يصعد.. انتقادات حادة لكاتس بسبب الإفراط في التصريحات عبر منصة إكس

تصاعد التوتر بين
تصاعد التوتر بين نتنياهو وكاتس

توتر سياسي جديد يهز أروقة الحكومة الإسرائيلية، بعدما وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات غير مسبوقة لوزير دفاعه يسرائيل كاتس، متهماً إياه بتجاوز الصلاحيات وبالإفراط في إطلاق التصريحات عبر منصة "إكس". 

الأزمة التي اندلعت خلال جلسة الحكومة، كشفت عمق الخلاف المتصاعد داخل الدوائر القيادية، لا سيما بعد سلسلة تغريدات أطلقها كاتس حول ملفات حساسة تتعلق بالسياسة والأمن، من دون أي تنسيق مسبق مع رئيس الوزراء.

نتنياهو يلمح ويهاجم دون ذكر الاسم

افتتح نتنياهو جلسة الحكومة بنبرة حادة، موجهاً انتقادات مباشرة لوزير الدفاع، من غير أن يذكره صراحة. 

رئيس الوزراء اتهم الوزير بتجاوز الإجراءات المعتادة، وبالسعي إلى نسب "إنجازات" لنفسه عبر التغريدات المتتالية. 

تصريحات نتنياهو، التي نقلتها القناة 14 الإسرائيلية، حملت رسالة واضحة بأن التعيينات الأمنية والمسائل الاستراتيجية يجب أن تمر عبر مكتبه حصراً، بما في ذلك تعيين المدعي العام العسكري الجديد.

اتهامات بـ"التغريد بلا تنسيق" وسط سباق انتخابي داخلي

مصادر إسرائيلية كشفت أن "هجمة الانتخابات التمهيدية" التي ينفذها كاتس، وفق وصف نتنياهو، وصلت ذروتها في تغريدة نشرها الوزير صباح اليوم، من دون تنسيق مع رئيس الحكومة أو الحصول على موافقته. 

https://x.com/Israel_katz/status/1989944337644622198?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1989944337644622198%7Ctwgr%5E5b4683202de983c9b89b8b30225ad07981289090%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed

تلك التغريدة، التي تناولت ملف منع إقامة دولة فلسطينية، أثارت غضب نتنياهو باعتبارها مسألة سياسية من صميم اختصاص الحكومة ورئيسها، وليست ضمن صلاحيات وزير الدفاع.

كما أوضحت المصادر أن حديث كاتس عن تموضع الجيش الإسرائيلي في الجنوب السوري يدخل أيضاً في إطار سياسة الدولة، وليس ضمن صلاحيات وزير يتعامل مع ملف الأمن فقط. 

قرار البقاء في المنطقة العازلة، أو الانسحاب منها، يرتبط باتفاقات سياسية مستقبلية، وليس بقرار منفرد من كاتس.

نتنياهو يحاول كبح تغريدات وزير دفاعه

الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أكدت أن نتنياهو يسعى جاهداً لوقف ما وصفته بـ"تغريدات الانتخابات التمهيدية المتواصلة" التي ينشرها كاتس، في إشارة إلى أن الوزير يستخدم منصته للترويج لنفسه استعداداً للانتخابات المقبلة داخل الليكود. 

ورغم محاولات نتنياهو كبح هذا السلوك، إلا أن بعض المراقبين يشككون في قدرته على السيطرة على الانفجار السياسي القادم داخل حزبه.

التوتر العلني بين الطرفين يعكس، بحسب محللين، معركة نفوذ داخل الحكومة، إذ يسعى كاتس إلى الظهور كرجل قوي في الملفين الأمني والسياسي، بينما يحاول نتنياهو تثبيت نفسه بوصفه صاحب القرار النهائي في الملفات الحساسة.

كاتس يرد عبر إكس: لن تكون هناك دولة فلسطينية

كاتس، الذي لم يتراجع عن نبرته المتشددة، نشر صباح اليوم منشوراً جديداً قال فيه إن "السياسة الإسرائيلية واضحة، لن تكون هناك دولة فلسطينية". 

الوزير شدد أيضاً على أن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة على قمة جبل الشيخ، الذي يطل على دمشق وسهل البقاع اللبناني والجولان المحتل، إضافة إلى استمرار الوجود العسكري في المنطقة العازلة ضمن الحدود السورية.

كما أكد أن تفكيك الأنفاق في قطاع غزة سيستمر حتى آخر نفق، وأن نزع سلاح حماس سيبقى هدفاً أساسياً للجيش الإسرائيلي، في محاولة واضحة لإظهار موقف حازم يتناغم مع قواعد اليمين الإسرائيلي.

تصعيد كلامي وسط ضغوط أميركية وتحركات دبلوماسية

التصريحات المتبادلة جاءت في وقت تواصل فيه الإدارة الأميركية الضغط على حكومة نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وخصوصاً في ظل أزمة مقاتلي حماس العالقين داخل الأنفاق في رفح. 

واشنطن تسعى لتسريع التفاهمات الأمنية والإنسانية، فيما يحاول نتنياهو تعزيز موقعه الداخلي وإظهار تماسك حكومته رغم الخلافات الحادة مع أبرز وزرائه.

هذا التصعيد الداخلي يعكس حجم الارتباك داخل المنظومة السياسية الإسرائيلية، في لحظة حرجة تشهد فيها الحكومة ضغوطاً خارجية متزايدة وتحديات أمنية معقدة في غزة وسوريا ولبنان.

تطورات هذا الخلاف بين نتنياهو وكاتس تكشف أن الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية لا يقل سخونة عن الصراع الخارجي، وأن المعارك السياسية داخل الائتلاف الحاكم باتت تُدار على العلن عبر منصات التواصل الاجتماعي. 

استمرار هذا الاشتباك بين الرجلين قد يفتح الباب أمام أزمة أعمق داخل الليكود، ويعكس في الوقت نفسه هشاشة التوازنات داخل حكومة تواجه ضغوطاً غير مسبوقة في الملفات الأمنية والسياسية.

تم نسخ الرابط