رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

من هو مؤذن مسجد السيدة زينب الذي توفي وهو يستعد للصلاة؟

الشيخ نادي زيدان
الشيخ نادي زيدان مؤذن مسجد السيدة زينب

في مشهد يجسد معاني حسن الختام، رحل الشيخ نادي أحمد زيدان، مؤذن مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، وهو يستعد لأداء صلاة الفجر.

فمع الساعات الأولى من صباح الجمعة، وبينما كان يتوضأ استعدادًا لرفع الأذان بصوته الندي الذي اعتاده المصلون، فاضت روحه إلى بارئها في لحظة بدت للكثيرين شاهدة على إخلاصه، وعلى حياة قضاها في خدمة بيت من بيوت الله.

من هو الشيخ نادي زيدان؟

الشيخ نادي زيدان كان واحدًا من أبرز وجوه مسجد السيدة زينب، عاش ملازمًا له وخادماً لأركانه ورواده، حتى صار جزءًا من روح المكان، لم يكن مجرد مؤذن، بل صاحب حضور هادئ، وابتسامة دائمة، وصوت عرفه المصلون بنبرته الخاشعة وأدائه الرقيق للأذان.

تميز الراحل كما يروي زملاؤه بكرم النفس، وحسن الخلق، ورقة القلب، وظل طوال سنواته في المسجد قريبًا من الجميع، يقدم يد العون بابتسامة، ويؤدي عمله بإخلاص ورضا، وبرحيله فقد المسجد صوتًا ارتبط وجدانياً برواده، وصورةً من صور الصفاء الروحي التي ارتبطت بمقام السيدة زينب في قلوب المصريين.

نعي الأوقاف 

وأعلنت وزارة الأوقاف نبأ الوفاة، مؤكدة أن الشيخ الراحل انتقل إلى جوار ربه وهو في لحظة طاعة، يستعد لأذان فجر يوم الجمعة، وهي لحظة اعتبرها كثيرون من دلائل الرحمة وحسن الخاتمة.

ونعى وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، المؤذن الراحل ببالغ الأسى، قائلاً إن الشيخ نادي زيدان كان "كريم اليدين والعينين، جميل الصوت كما كان جميل الخلق والجنان"، ودعا له بالرحمة الواسعة، وأن تكون وفاته في ليلة الجمعة سببًا في نجاته من العذاب، وأن يُبعث يوم القيامة وعليه طابع الشهداء.

كما عبر الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم الوزارة، عن تعازيه، مؤكدًا أن الراحل كان صاحب صوت يطاول السماء بخشوعه، وأن خدمته للمسجد ستبقى أثرًا طيبًا يُذكر بالخير.

ومن جهته، تحدث الشيخ أحمد عبد الهادي، إمام المسجد، بكلمات غلب عليها التأثر، مؤكداً أن الشيخ نادي كان جزءًا من روح المسجد، وأن رحيله أثناء الوضوء واحدة من أجمل صور الختام.

وشيعت الجنازة عقب صلاة الجمعة في وداع مهيب، وأم المصلين في الوداع الشيخ أحمد عصام، إمام المسجد، وسط حالة من التأثر العميق التي خيمت على رواد المقام الشريف، وقف رواد المسجد داعين له بالرحمة، ولسان حالهم يردد: "رحمك الله يا شيخ نادي.. فقد كنت صوتًا يوقظ القلوب قبل الآذان".

تم نسخ الرابط