رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

كوريا الشمالية تتحدى مجموعة السبع: ترسانتنا النووية باقية للأبد شئتم أم أبيتم

كوريا الشمالية
كوريا الشمالية

تشتعل حدة السجال الدولي حول برنامج كوريا الشمالية النووي بعد ردّ صارم من بيونج يانج على دعوات مجموعة السبع لنزع سلاحها. 

موقف يكرّس تحدياً واضحاً للضغوط الغربية ويؤكد إصرار النظام على التمسك بترسانته النووية باعتبارها خط الدفاع الأول في بيئة جيوسياسية بالغة التعقيد.

تصعيد دبلوماسي بعد بيان مجموعة السبع

أدانت كوريا الشمالية دعوة وزراء خارجية مجموعة السبع إلى نزع أسلحتها النووية بالكامل، معتبرة الأمر تدخلاً غير مقبول في شؤونها الداخلية. 

وأصدرت وزيرة خارجيتها تشوي سون-هي بياناً شديد اللهجة نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، عبّرت فيه عن "استياء شديد وأسف عميق" إزاء ما وصفته بالعداء الواضح لمجموعة السبع، مؤكدة أن مواقفهم تشكل انتهاكاً مباشراً للدستور الكوري الشمالي.

جاء الرد الكوري بعد بيان مشترك أصدرته دول مجموعة السبع عقب اجتماع استضافته كندا.

البيان شدد على ضرورة التزام بيونج يانج بالتخلص التام من ترسانتها النووية، فيما أدان أيضاً البرامج النووية والصاروخية المتقدمة التي تعمل عليها كوريا الشمالية بوتيرة متسارعة.

بيونج يانج تؤكد تمسكها بالترسانة النووية

أوضحت وزيرة الخارجية الكورية أن الوضع الراهن لبلادها لا يتأثر بأي مواقف خارجية، وأن امتلاك الأسلحة النووية يمثل الخيار الأنسب لردع ما تصفه بيونج يانج بـ"أكثر الدول عدائية وخطورة". 

وشددت على أن البيئة الجيوسياسية الحالية، بما تحمله من تهديدات وضغوط، تجعل من الخيار النووي ضرورة ملحة لا يمكن التراجع عنها.

أكدت تشوي أن أسلحة البلاد النووية ستظل جزءاً ثابتاً من منظومتها الدفاعية لعقود طويلة، قائلة إن هذا الوضع لن يتغير حتى لو طالبت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالتخلي عنها لمدة 10 أو 20 أو 50 أو 100 عام. 

تصريحات تعكس إصراراً على تثبيت الردع النووي كعنصر دائم في العقيدة الأمنية الكورية الشمالية.

سيادة الدولة خط أحمر في الموقف الكوري

اتهمت كوريا الشمالية مجموعة السبع بتجاوز حدودها عبر محاولة فرض رؤيتها على دولة ذات سيادة. 

وأشارت تشوي إلى أن الدول الغربية ليست مخولة بمناقشة خيارات كوريا الشمالية السيادية أو توجيه نصائح بشأن كيفية حماية أمنها الوطني.

يتماشى هذا الموقف مع الخطاب الكوري التقليدي الذي يرى في أي انتقاد خارجي محاولة لزعزعة النظام أو الحد من قدراته الدفاعية، خصوصاً في ظل استمرار المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية التي تعتبرها بيونج يانج تهديداً مباشراً.

إصرار نووي يتغذى على التهديدات الخارجية

اختتمت تشوي رسالتها بتحذير شديد، مؤكدة أن إرادة بيونج يانج في ضمان حاضر الدولة ومستقبل الشعب ستبقى غير قابلة للاهتزاز ما دامت التهديدات النووية الخارجية قائمة.

وأشارت إلى أن دستور البلاد يكرّس امتلاك الأسلحة النووية كجزء من العدالة الدولية التي تسعى الدولة لتحقيقها.

ملف مفتوح على مزيد من التوتر الدولي

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من استمرار كوريا الشمالية في تطوير قدراتها النووية والصاروخية، في ظل غياب أي مؤشرات على عودة قريبة للمفاوضات المتوقفة.

كما يعكس عمق الهوة بين مواقف مجموعة السبع وإصرار بيونج يانج على تثبيت قوة ردعها النووية بوصفها الضامن الوحيد لأمنها.

تم نسخ الرابط