صدام الإرادات في السودان: وزير المالية يقطع الطريق أمام التفاوض مع الدعم السريع ويعلن استمرار المعركة

تتصاعد حدّة الخطاب السياسي في السودان مع دخول الحرب عامها الثاني، فيما يعلن وزير المالية جبريل إبراهيم موقفاً قاطعاً من أي تفاوض مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن البلاد تخوض معركة وجود لا مجال فيها للحلول الوسط. 

يأتى هذا الموقف الصارم بينما تشتد الضغوط الدولية لفرض هدنة إنسانية عاجلة تخفف معاناة ملايين المدنيين.

موقف حكومي حاسم يرفض التفاوض مع الدعم السريع

يؤكد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أن حكومة الخرطوم "لم ولن تتفاوض" مع قوات الدعم السريع، معتبراً أنها قوة قاتلة تنتهك كل الأعراف الدولية. 

موقف الوزير جاء خلال مشاركته في وقفة نسائية بمدينة بورتسودان لدعم نساء دارفور، حيث شدد على أن المليشيا ارتكبت جرائم وصفها بأنها قصص تروى للتاريخ لبشاعتها.

تصعيد دولي يطالب بهدنة عاجلة

يتزامن هذا التصعيد في الخطاب مع دعوة واشنطن، عبر بيان رسمي، أطراف الصراع إلى الموافقة الفورية على هدنة إنسانية مقترحة.

الولايات المتحدة أكدت أن الوضع الإنساني يتدهور بشكل خطير، بينما تستمر الحرب الدامية بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023، وهي الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى ونحو 13 مليون نازح داخل البلاد وخارجها.

جرائم وازدواجية في التعامل الدولي

يُبرز جبريل إبراهيم أن العالم يتعامل مع ما يجري في السودان بازدواجية واضحة، مشيراً إلى أن الجرائم التي وقعت في مختلف المناطق، خصوصاً بدارفور والفاشر، تُعد الأخطر في تاريخ البلاد الحديث. 

الوزير اعتبر أن ما حدث في الفاشر تحديداً لم يحدث من قبل، وأن القتل والنهب والانتهاكات الواسعة التي مارستها قوات الدعم السريع تستدعي موقفاً دولياً صارماً لا مجاملة فيه.

مبدأ الرفض المطلق للتعايش مع الدعم السريع

يشدد وزير المالية على استحالة التعايش مع قوات الدعم السريع، قائلاً: "أكرم علينا أن نموت من أن نتعايش مع مرتكبي جرائم قتل النساء والرجال والأطفال والمرضى". 

ويؤكد أن الحكومة لن تقبل بأي صيغة سياسية تشرعن بقاء هذه القوات أو تمنحها موقعاً في مستقبل الحكم بالسودان.

المعارك على الأرض واعتراف حميدتي بالتجاوزات

شهدت الفاشر نهاية أكتوبر الماضي واحدة من أعنف موجات العنف بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حيث وثقت منظمات دولية ارتكاب مجازر بحق المدنيين وسط تحذيرات من مخطط لتقسيم السودان جغرافياً. 

ورغم ذلك، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بوقوع تجاوزات، معلناً تشكيل لجان تحقيق، دون أن يخفف ذلك من غضب الشارع السوداني أو موقف الحكومة.

تأكيد رسمي على استمرار القتال حتى تحرير التراب

يعلن وزير المالية أن النصر قريب وأن الحكومة ماضية في تحرير الأراضي السودانية، مؤكداً أن أحداً لن يملي على السودانيين شكل الحكم أو القرار السياسي. 

ويضيف أن الجيش والقوات المتحالفة معه يخوضون معركة دفاع عن السيادة ووحدة البلاد، ولن يسمحوا بفرض أي حلول خارج إرادة الشعب.

جهود دولية ومساعٍ لوقف إطلاق النار

تكشف تصريحات مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، عن استمرار الجهود الدولية للوصول إلى هدنة إنسانية تمهّد لوقف دائم لإطلاق النار. 

وتشير الرباعية الدولية (السعودية، الإمارات، مصر، الولايات المتحدة) إلى أنها تبحث ترتيب أولويات عاجلة لإنقاذ المدنيين وتثبيت الهدوء الميداني.