رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مفتي الجمهورية يدين تفجير إسلام آباد: الإرهاب عدوان على الدين والإنسانية

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أدان فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الحادث الإرهابي الذي شهدته العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح، معربًا عن بالغ استنكاره وشجبه لهذا الفعل الآثم الذي يهدد أمن واستقرار الشعوب.

وأكد فضيلة المفتي، في بيان رسمي صدر عن دار الإفتاء المصرية، أن مثل هذه الجرائم البشعة لا تمتّ إلى الدين الإسلامي بصلة، وأنها تمثل تجسيدًا للفكر المنحرف والسلوك الإجرامي الذي يسعى إلى زعزعة الأمن وبث الفوضى في المجتمعات الآمنة.

الإسلام يحرِّم سفك الدماء ويحمي النفس الإنسانية

شدد مفتي الجمهورية على أن سفك الدماء المعصومة من أكبر الكبائر التي نهى عنها الإسلام، مؤكدًا أن الدين الحنيف جعل حفظ النفس من أعظم مقاصد الشريعة، وجاءت جميع الشرائع السماوية لتؤكد حرمة القتل وحرمة الاعتداء على الإنسان لمجرد اختلافه في الدين أو اللون أو العرق.

وقال فضيلته: «إن الإرهاب بكل صوره وأشكاله خارج عن نطاق الدين الذي يدعو إلى السلام والإعمار، لا إلى الهدم والتدمير»، موضحًا أن من يقترف مثل هذه الجرائم يسعى فقط لتحقيق أهداف دنيوية خبيثة، متسترًا بستار الدين الذي برئ من أفعاله ومن فكره المضلل.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من إزهاق الأرواح بغير حق، إذ قال: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم»، وهذا يبين مدى فداحة الجريمة التي يرتكبها من يتورط في الإرهاب أو يدعمه أو يسكت عنه.

مواجهة الفكر المتطرف مسؤولية مشتركة

ودعا فضيلة المفتي إلى ضرورة مواجهة الفكر المتطرف بكل السبل الممكنة، مؤكدًا أن الحرب على الإرهاب ليست عسكرية فقط، بل فكرية وتربوية في المقام الأول. وأوضح أن القضاء على التطرف لا يتحقق إلا من خلال نشر الوعي الديني الصحيح الذي يقوم على الفهم الوسطي المعتدل للإسلام، بعيدًا عن الغلو والتشدد.

كما طالب بتكثيف الجهود الدولية لمحاصرة مصادر التطرف، وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، مشيرًا إلى أن «الإرهاب لا يعترف بحدود جغرافية، ولا بديانة أو قومية، وإنما يستهدف الإنسانية جمعاء، لذا فالتصدي له واجب عالمي لا يُستثنى منه أحد».

تعازٍ خالصة لباكستان حكومةً وشعبًا

وفي ختام بيانه، وجَّه مفتي الجمهورية خالص التعازي والمواساة إلى حكومة وشعب باكستان في هذا الحادث الأليم، داعيًا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ باكستان وسائر دول العالم من شرور الإرهاب والعنف.

وأكد فضيلته أن الشعب المصري يقف قلبًا وقالبًا إلى جانب باكستان في مواجهة هذه الهجمات الإرهابية، مشددًا على أن تضامن الشعوب الإسلامية والعربية ضرورة لمجابهة هذا الخطر المشترك الذي يستهدف استقرار الدول ووحدتها.

دار الإفتاء: مستمرون في مواجهة التطرف بالفكر والوعي

واختتم مفتي الجمهورية بالتأكيد على أن دار الإفتاء المصرية تواصل أداء رسالتها في نشر قيم السلام والتعايش، وتفنيد الأفكار المتشددة عبر مبادراتها العالمية وبرامجها التوعوية، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تمثل منبرًا دوليًا لتوحيد الجهود في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب.

وأكد أن رسالة الإسلام ستظل منارة للرحمة والهداية، وأن العالم بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز ثقافة الحوار والسلام ونبذ العنف والكراهية، حتى يعم الأمن والاستقرار أرجاء المعمورة.

تم نسخ الرابط