روبيو يحذر: وقف إمدادات السلاح لـ«الدعم السريع» ضروري لإنقاذ السودان من الكارثة
تصاعدت الدعوات الدولية لوقف نزيف الحرب في السودان مع تحميل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قوات الدعم السريع مسؤولية تفاقم العنف، في وقت شددت واشنطن ومجموعة السبع على ضرورة فرض هدنة إنسانية عاجلة وإنهاء التدفق المستمر للأسلحة إلى أطراف الصراع.
روبيو يحمّل «الدعم السريع» مسؤولية التصعيد
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، أن استمرار تدفق السلاح إلى قوات الدعم السريع يمثل خطراً مباشراً على فرص السلام في السودان، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لوقف تلك الإمدادات.
وأوضح روبيو، في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، أن قوات الدعم السريع تواصل تحقيق تقدم ميداني بفضل الدعم العسكري الخارجي، وهو ما يستدعي، بحسب تعبيره، «تحركاً حاسماً لقطع شريان السلاح عنها».
وأشار إلى أن المجتمع الدولي لم يعد قادراً على غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في السودان، معتبراً أن أي تأخير في فرض قيود على تدفق الأسلحة سيؤدي إلى «مزيد من الفوضى والمعاناة».
مجموعة السبع تدين العنف وتصف السودان بـ«أكبر أزمة إنسانية في العالم»
أصدرت مجموعة الدول الصناعية السبع بياناً مشتركاً في ختام اجتماعها بكندا، دانت فيه تصاعد العنف في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، معتبرة أن الصراع تسبب في «أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً».
وأعرب وزراء الخارجية في البيان عن قلقهم البالغ من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، وخاصة تقارير «العنف الجنسي» الواسع الانتشار، داعين جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فوراً والانخراط في مسار سياسي شامل.
وأكد البيان التزام المجموعة بدعم الجهود الإنسانية والدبلوماسية لإنقاذ المدنيين، مع تشديدها على أن الحل العسكري لن يجلب سوى المزيد من الكوارث.
واشنطن تطالب بهدنة فورية وتنفيذها دون تأخير
من جانبه، دعا مسعد بولوس، المستشار الأول للرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، أطراف النزاع إلى القبول الفوري بالهدنة الإنسانية المقترحة وتنفيذها بلا تردد، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية في السودان بلغت مرحلة «كارثية».
وقال بولوس إن ملايين السودانيين يعانون نقص الغذاء والمياه والرعاية الطبية، بينما تتزايد أعداد القتلى والنازحين يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن «كل يوم إضافي من القتال يعني المزيد من الأرواح المهدورة».
الهدنة تمثل بوابة للحوار والسلام المستقر
أكد بولوس أن الهدنة لا تمثل فقط فرصة لوقف نزيف الدم، بل تُعد خطوة أساسية نحو حوار دائم يمهّد لسلام مستقر في السودان.
وأضاف أن الإدارة الأميركية قدّمت نصاً قوياً لاتفاق الهدنة، متوقعاً التزام الجانبين به سريعاً «من دون حسابات سياسية أو عسكرية»، مشدداً على أن الشعب السوداني لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك، وأن لحظة التحرك العاجل لإنهاء المأساة قد حانت.
خلفية الصراع السوداني
يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعاً دموياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلف أكثر من 40 ألف قتيل، وتسبب في نزوح نحو 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، إلى جانب أزمة غذاء خانقة تهدد حياة الملايين.
ويخشى المراقبون من أن استمرار القتال دون تدخل دولي حاسم سيقود إلى انهيار شامل للدولة، ما يجعل الهدنة الإنسانية التي تدعو إليها واشنطن ومجموعة السبع فرصة أخيرة لإنقاذ السودان من التفكك.



