شيخ الأزهر الشريف يعزّي تركيا في ضحايا الطائرة العسكرية
أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى الجمهورية التركية قيادةً وشعبًا في ضحايا حادث تحطّم الطائرة العسكرية الذي وقع أمس الثلاثاء، وأودى بحياة عدد من أفراد القوات المسلحة التركية.
وفي بيان رسمي صادر عن مشيخة الأزهر، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن هذا الحادث المأساوي أصاب القلوب بالحزن والأسى، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يقف إلى جانب الشعب التركي في هذا الظرف العصيب، ويشاركهم الألم والدعاء بأن يتغمد الله الضحايا بواسع رحمته ومغفرته.
رسالة عزاء إنسانية تعبّر عن روح التضامن الإسلامي
وقال الإمام الأكبر في رسالته إن الأزهر الشريف، بما يمثله من مرجعية دينية وروحية للمسلمين في أنحاء العالم، يتضامن مع الشعب التركي في هذا الحادث المؤلم، معربًا عن تعاطفه العميق مع أسر الضحايا والمصابين.
ودعا فضيلته المولى عز وجل أن يربط على قلوب ذوي الضحايا، وأن يمنحهم الصبر والسلوان في مواجهة هذا المصاب الجلل، مؤكّدًا أن الإسلام يحث على مواساة المنكوبين ومشاركة الشعوب في آلامها وأحزانها باعتبار ذلك من أسمى صور الإنسانية والإخاء.
وأوضح البيان أن الأزهر الشريف يُقدّر ما تبذله تركيا من جهود لخدمة الإنسانية في مجالات الإغاثة والسلام، مشيرًا إلى أن الحادث يذكّرنا جميعًا بضرورة تكاتف الشعوب في مواجهة الأزمات والشدائد، واستحضار قيم التعاون والرحمة التي يدعو إليها الإسلام الحنيف.
الأزهر الشريف.. صوت الرحمة والتكافل في المحن الدولية
ويأتي موقف شيخ الأزهر امتدادًا لنهج الأزهر الشريف في الوقوف مع الشعوب المتضررة من الكوارث والحوادث الإنسانية، إذ يحرص فضيلته دائمًا على التعبير عن موقف الإسلام الأصيل القائم على التعاطف والتكافل مع كل من يتعرض لمحنة، بغضّ النظر عن الدين أو العرق أو الجغرافيا.
ويرى الأزهر أن الوقوف مع المتألمين والتعبير عن التضامن ليس مجرّد موقف إنساني، بل واجب ديني وأخلاقي يعكس عمق رسالة الإسلام في الرحمة والعطاء، وهي الرسالة التي يرفعها الأزهر الشريف في كل موقف مشابه، سواء كانت الكارثة طبيعية أو حادثًا إنسانيًا مؤلمًا.
وختم الإمام الأكبر رسالته بالدعاء قائلًا:
"نسأل الله تعالى أن يتغمّد الضحايا بواسع رحمته، وأن يجعل مثواهم الجنة، وأن يمنّ على ذويهم بالصبر والثبات، وأن يحفظ تركيا وشعبها من كل سوءٍ ومكروهٍ."
كما جدد الأزهر تأكيده على أن القيم الإسلامية تدعو إلى التراحم والتآزر في مواجهة المصائب، مشيرًا إلى أن فقد الأرواح في مثل هذه الحوادث الأليمة يستدعي من الأمة الإسلامية التضرع إلى الله، والدعاء للضحايا ولأسرهم، والتأكيد على وحدة الصف الإنساني في وجه المحن.

