باحث بمنتدى الشرق الأوسط لتفصيلة: الشرع أول رئيس عربي صناعة أمريكية وسوريا تُفتح للشركات الغربية على مصراعيها
تجميد جزء من قانون قيصر يمثل فرصة غير مسبوقة للشركات الغربية لدخول السوق السورية.
الباحث أحمد عطا من منتدى الشرق الأوسط في لندن أوضح لتفصيلة أن القرار ليس مجرد خطوة إجرائية، بل باب مفتوح على مصراعيه للاستثمار الدولي، بعد سنوات من العقوبات الصارمة على سوريا.
وقال، هذا التطور يعكس تحولات استراتيجية في السياسة السورية والعلاقات الأمريكية-السورية.
الشركات العالمية والتحرك نحو سوريا
أوضح عطا أن كبريات الشركات العالمية تلقت إشارات للتحرك نحو سوريا قبل صدور أي قرار رسمي برفع العقوبات.
وأكد المحلل السياسي، أن القرار يعكس استراتيجية أمريكية لإعادة ترتيب المشهد السوري، مع ضمان مصالح إسرائيل في المنطقة.
كما أصاف، أن هذه الخطوة تمنح المستثمرين فرصًا غير مسبوقة في مختلف القطاعات، خصوصًا الطاقة، والبنية التحتية، والتجارة.
الشرع والتعليمات الأمريكية المباشرة
أكد الباحث، أن الرئيس الشرع يتلقى تعليماته مباشرة من مستشاري ترامب، موضحا أن الدروز يشكلون جزءًا مهمًا في المعادلة السياسية السورية، ويعتبرون واجهة إسرائيل الفعلية في البلاد.
عطا أشار إلى أن سوريا قسمت جغرافيًا بشكل غير معلن، عبر اتفاقيات فعلية لم يتم توثيقها، ما يجعل المشهد السياسي معقدًا ومرتبطًا بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية.
سوريا والتحالف الدولي ضد داعش
يرى الباحث الساسي، انضمام سوريا رسميًا للتحالف الدولي ضد داعش يمنح الشرع دورًا جديدًا في الحرب بالوكالة، ويحوّل الأنظار عن التحولات الجذرية في سوريا الجديدة.
وأضاف عطا، أن سوريا أصبحت منطقة نفوذ للشركات العالمية، فيما يظل وجود القواعد الروسية محدودًا بقاعدتين فقط، ما يحافظ على توازن القوى الإقليمي ويضمن الاستقرار الجزئي.
رمزية اللقاء الأمريكي
وصف النائب الأمريكي الجمهوري براين ماست اللقاء بين ترامب والشرع بأنه يشبه لقاء جنديين سابقين كانوا أعداء.
عطا أوضح أن هذا الوصف كان جزءًا من استراتيجية أمريكية لإقناع العالم بوجود نموذج سوري جديد، يختلف عن النموذج العلوي التقليدي.
وأشار، إلى أن الولايات المتحدة نجحت في تمرير رسائل سياسية مهمة بأقل التكاليف، مع وضع لمسات ترامب ووكلاء المخابرات الأمريكية.
التحالف السوري-الأمريكي
أوضح عطا أن العلاقات بين دمشق وواشنطن ليست مجرد تفاهم حذر، بل تحالف متفق على كل بنوده.
وقال الباحث بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، إن الشرع أصبح أول رئيس عربي صناعة أمريكية 100%، ولا يحتاج لأي توجيه مباشر.
وأوضح، أن السياسة الأمريكية تعتمد على تنفيذ الخطط طويلة الأجل، ويُتوقع أن يظهر نموذج مشابه في السودان واليمن وفق معايير أمريكية واضحة.
أثر القرار على الاستثمار وإعادة الإعمار
عطا يرى، تجميد قانون قيصر يمثل إشارة قوية للمستثمرين الغربيين بأن سوريا أصبحت بيئة صالحة للاستثمار.
ولفت، إلى أن الشركات العالمية ستحصل على فرص استثمارية كبيرة في الطاقة، الصناعة، والبنية التحتية، مع حماية أمريكية واضحة للمصالح الإقليمية.
كما أضاف، أن القرار يعكس رغبة واشنطن في صناعة سوريا جديدة، تتماشى مع مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
خلاصة المشهد بين ترامب والشرع
زيارة الشرع للبيت الأبيض وتجمد قانون قيصر يفتحان مرحلة جديدة في العلاقات السورية-الأمريكية.
التحالف الأمريكي-السوري الجديد يمثل فرصة لإعادة بناء سوريا على أسس اقتصادية وسياسية جديدة، بينما تبقى الملفات الأمنية والإقليمية تحت إشراف واشنطن.
المشهد السوري يدخل مرحلة صناعة نماذج سياسية عربية وفق استراتيجية أمريكية طويلة الأمد.



