رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مفتي الجمهورية: استهداف مسجد جاكرتا اعتداء آثم على حرمة بيوت الله

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أدان فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التفجير الإرهابي المروّع الذي استهدف مسجدًا داخل مجمع للمدارس بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا أثناء أداء صلاة الجمعة، والذي أسفر عن إصابة العشرات من المصلين الآمنين في مشهد دموي أثار الحزن والاستنكار في العالم الإسلامي.

وأكد فضيلة المفتي أن ما شهدته جاكرتا يمثل جريمة إرهابية بشعة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، مشددًا على أن الاعتداء على بيوت الله هو عدوان سافر على قدسية العبادة وحرمة النفس البشرية التي صانتها جميع الشرائع السماوية.

الاعتداء على بيوت الله

وأوضح مفتي الجمهورية أن استهداف المصلين الآمنين داخل المساجد جريمة لا يقرّها دين ولا عقل، لأنها تتناقض مع جوهر الرسالات السماوية التي دعت إلى حفظ الأرواح ونشر السلام.

وقال فضيلته: "إن من يعتدي على بيوت الله إنما يعتدي على رمزٍ للسكينة والإيمان، ويهدم معنى الأمن الروحي الذي يجتمع الناس من أجله في الصلاة"، مؤكدًا أن من يرتكب مثل هذه الجرائم قد تجرد من إنسانيته وضميره، وفقد أبسط معاني الرحمة التي أمرت بها الأديان.

وشدد الدكتور نظير عياد على أن الإرهاب لا يعرف حدودًا، وأن هذه العمليات المقيتة تهدف إلى بثّ الرعب وإشاعة الفوضى في المجتمعات الآمنة، في محاولة لتقويض السلم الاجتماعي وزرع بذور الكراهية بين الشعوب.

وفي كلمته، أعرب فضيلة المفتي عن خالص تعازيه لجمهورية إندونيسيا حكومةً وشعبًا في ضحايا هذا العمل الإرهابي الجبان، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، وداعيًا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته.

وأكد أن الشعب الإندونيسي الشقيق معروف بتسامحه وتمسكه بقيم الإسلام الوسطية، ولن تنال منه مثل هذه الجرائم التي تسعى لتخويف الأبرياء أو تشويه صورة الإسلام السمحة، مشيرًا إلى أن الوحدة المجتمعية والتماسك الديني هما الرد الحقيقي على الإرهاب وأدواته الظلامية.

الإفتاء المصرية تؤكد: الإرهاب لا دين له

وأضاف فضيلة المفتي أن الإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو مذهب أو ثقافة، بل هو عدو الإنسانية جمعاء، وأن من يستخدم الدين لتبرير القتل والدمار إنما يرتكب أبشع أنواع الخيانة للرسالة الإلهية.

وأوضح أن الإسلام دعا إلى حفظ النفس، فقال تعالى: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا»، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذاء أي إنسان أو حتى حيوان بغير حق، فكيف بمن يفجر بيتًا من بيوت الله في وقت الصلاة؟

وأشار فضيلته إلى أن تكرار استهداف المساجد ودور العبادة يعكس إفلاس الفكر المتطرف، وعجزه عن الحوار أو الإقناع، فلجأ إلى العنف الأعمى الذي لا يميز بين بريء أو مذنب، ولا بين صغير أو كبير.

ودعا مفتي الجمهورية إلى تكاتف الجهود الدولية لمواجهة جذور التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن محاربة هذه الظاهرة تحتاج إلى رؤية شاملة تجمع بين المواجهة الأمنية والفكرية والدعوية، وأن العالم الإسلامي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد صفوفه ضد من يسعون إلى نشر الفوضى باسم الدين.

تم نسخ الرابط