تصاعد الرعب في السودان.. تحذيرات أممية من انفجار جديد بكردفان وفرار جماعي من الفاشر
تطورات ميدانية متسارعة تعصف بالسودان مع تمدد القتال واحتدام الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تتعالى التحذيرات الأممية من اندلاع موجة عنف جديدة في كردفان، المنطقة التي تشكل المعبر الاستراتيجي بين دارفور والعاصمة الخرطوم.
وتتزامن هذه المخاوف مع استمرار حركة نزوح كبيرة من مدينة الفاشر، حيث يفر المدنيون تحت نيران المعارك وأعمال العنف الدامية، وسط تدهور إنساني غير مسبوق يضرب الإقليم.
تحذيرات أممية: كردفان على خط الانفجار الجديد
تحذيرات أممية متزايدة تلوّح بخطر تجدد القتال في منطقة كردفان، نظراً لموقعها الحساس بين الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الذي بات تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتؤكد المؤسسات الدولية أن امتداد العنف نحو الشرق يهدد بتوسيع رقعة المواجهة وتحويل كردفان إلى ساحة جديدة للصراع المسلح، خاصة أنها منطقة غنية بالنفط وذات أهمية عسكرية ولوجستية للطرفين.
نزوح متواصل من الفاشر وسط أعمال عنف مرعبة
إعلان منظمة أطباء بلا حدود يؤكد استمرار محاولات الفرار من مدينة الفاشر، حيث وصل نحو 300 شخص أمس إلى منطقة طويلة في إقليم دارفور، وفق بيان رسمي صدر عن المنظمة.
وتشير المنظمة إلى تقارير تفيد بوجود مدنيين عالقين أو محتجزين حول الفاشر مقابل فدية، فيما تطالب قوات الدعم السريع بالسماح لهم بممر آمن دون تهديد أو ابتزاز.
كارثة إنسانية تتشكل: سوء تغذية وإصابات وتعذيب
وصول النازحين إلى طويلة يكشف موجة إنسانية خطيرة، إذ تؤكد المنظمة الدولية أن مستويات سوء التغذية مرتفعة بين الأطفال والبالغين، وأن الفرق الطبية تستقبل حالات صادمة تعرضت لعنف مروع، من بينها طلقات نارية وكسور وحالات تعذيب وضرب، خصوصاً بين النساء والأطفال.
وتحذر فرق الإغاثة من توسع الفظائع مع تقدم القتال نحو الشرق وتزايد الهجمات التي تطال المدنيين بشكل مباشر.
مسيّرات تضرب الأبيض.. التوتر يمتد في شمال كردفان
استهداف مدينة الأبيض بطائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع يشعل القلق في شمال كردفان. وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر، بعدم وجود مواجهات مباشرة واسعة في الإقليم حاليًا، إلا أن بعض النقاط تشهد مناوشات متفرقة تزيد من هشاشة الوضع الأمني.
وتبرز السيطرة الميدانية اختلاف المشهد بين الطرفين؛ إذ يفرض الجيش هيمنته على ولايات الشمال والبحر الأحمر وكسلا ونهر النيل وسنار والجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق والخرطوم، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم ولايات دارفور.
هدنة معلقة.. دعم سريع يوافق وجيش يرفض
إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قدمته الرباعية الدولية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) لم ينجح في تخفيف التوتر.
ويؤكد مسؤول عسكري سوداني أن الجيش لن يقبل بأي هدنة لا تشمل انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
كارثة ممتدة منذ 2023: قتلى ونزوح وتجويع
اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 فتح أبواب جحيم على السودان، حيث قُتل عشرات الآلاف ونزح نحو 12 مليون شخص، ليصبح البلد على حافة واحدة من أكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ويتخوف المحللون من أن يؤدي تمدد القتال نحو كردفان والخرطوم إلى فصل جديد أشد دموية في الصراع الممتد.



