عودة الاشتعال في شمال إثيوبيا.. هجوم جديد لقوات تيجراي على إقليم عفر وتصعيد يهدد باندلاع حرب ثانية
تصاعد جديد يشهده شمال إثيوبيا عقب إعلان سلطات إقليم عفر عن هجوم واسع شنته قوات تيجراي الإقليم المجاور، في خطوة تعيد مشهد الحرب المدمرة التي عاشتها البلاد قبل سنوات قليلة.
بيان رسمي كشف عن سيطرة مقاتلي تيجراي على ست قرى وقصف للمدنيين بالمدفعية الثقيلة، في تطور خطير يعكس حجم التوتر المتراكم بين الأطراف، ويهدد بعودة البلاد إلى دائرة صراع داخلي أعمق.
هجوم مفاجئ يعيد شبح الحرب إلى الواجهة
أعلنت الإدارة المحلية في عفر أن قوات تيجراي دخلت المنطقة بالقوة وفرضت سيطرتها على قرى عدة، مستخدمة الهاون والمدفعية ضد تجمعات مدنية.
مصادر محلية أكدت أن الهجوم استهدف منطقة ميجالي تحديداً، وأن نيران الأسلحة الثقيلة طالت رعاة مدنيين، ما زاد من مخاوف توسع رقعة العنف.
الإدارة حذرت من أنها ستضطر إلى "أداء مهام دفاعية" إذا تواصلت الاعتداءات، في إشارة واضحة إلى احتمال فتح جبهة جديدة للقتال.
خلفية صراع دموي لم يندمل بعد
شهدت البلاد بين عامي 2020 و2022 حرباً أهلية مروعة بين قوات تيجراي والحكومة المركزية، أودت بحياة ما يقارب 600 ألف شخص، وامتدت إلى إقليم عفر الذي وقف آنذاك إلى جانب أديس أبابا.
ورغم انتهاء القتال رسمياً، فإن العلاقات بين تيجراي والحكومة لا تزال محملة بتوتر عميق، وسط اتهامات متبادلة وملفات سياسية عالقة.
تصعيد سياسي يفاقم الوضع الميداني
جبهة تحرير شعب تيجراي التي حكمت المشهد السياسي الإثيوبي لسنوات طويلة قبل تهميشها عام 2018، تواجه تضييقاً جديداً بعد منع مفوضية الانتخابات لها من ممارسة أي نشاط سياسي في مايو الماضي.
الحكومة المركزية صعدت بدورها، واتهمت الجبهة في رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة بإقامة علاقات عسكرية مع إريتريا والتحضير لخوض حرب جديدة ضد إثيوبيا.
وفي خطوة أخرى، ألغت وزارة المال صرف أكثر من ملياري بير كانت مخصصة للإقليم، في إجراء اعتبرته تيجراي عقاباً سياسياً.
أبيي أحمد يوجه اتهامات مباشرة لتيجراي
رئيس الوزراء أبيي أحمد صعد من لهجته الأسبوع الماضي، مؤكداً أن "الجزء الأكبر من ميزانية تيجراي يُحول لأغراض عسكرية"، وهو ما اعتبره إضراراً بالإقليم ومواطنيه.
تصريحات أثارت مخاوف من اتساع الشرخ بين الطرفين وعودة السلاح إلى الواجهة مجدداً.
أزمة إنسانية مستمرة في تيجراي
يعيش الإقليم الذي يضم نحو ستة ملايين نسمة تحت ضغط مالي خانق، فيما ما يزال نحو مليون شخص نازحين منذ الحرب الأخيرة.
اشتباكات الأربعاء الدامية تشكل إنذاراً جديداً بأن شمال إثيوبيا يقف على حافة انفجار قد يعيد البلاد إلى دوامة العنف.



