رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

تصعيد حوثي في صنعاء.. اقتحام مقرات خمس منظمات دولية واحتجاز موظفين ونهب ممتلكات إنسانية

عناصر من جماعة الحوثي
عناصر من جماعة الحوثي

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مساء الثلاثاء، تصعيداً جديداً من جماعة الحوثي التي نفذت حملة مداهمات منظمة استهدفت مقرات خمس منظمات دولية عاملة في المجال الإغاثي والإنساني.
التحرك المفاجئ أثار موجة استنكار واسعة، وسط تحذيرات من أن الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لأنشطة الإغاثة الدولية في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

المنظمات المستهدفة

مصادر محلية وإعلامية متطابقة أكدت أن مسلحين حوثيين اقتحموا بشكل متزامن مقرات منظمات أطباء بلا حدود (MSF)، والإغاثة الإسلامية العالمية (Islamic Relief Worldwide)، والعمل ضد الجوع (Action Against Hunger)، وهيومن أبيل (Human Appeal)، وأكتد (ACTED) الفرنسية في صنعاء.
الاقتحامات رافقها احتجاز عدد من الموظفين داخل المقرات، ومصادرة وثائق وأجهزة حساسة، في مشهد وصفه مراقبون بأنه الأخطر منذ بدء نشاط المنظمات الدولية في اليمن قبل نحو عقد.

تمركز مسلح ونهب للممتلكات في صنعاء

عناصر حوثية مدججة بالسلاح فرضت سيطرتها على مقر منظمة أطباء بلا حدود في صنعاء، واحتجزت عدداً من العاملين داخل المبنى لساعات طويلة.
في الوقت نفسه، تعرض مقر منظمة الإغاثة الإسلامية في شارع حدة لعملية نهب طالت أصولاً وأجهزة ووثائق إدارية مهمة.
المصادر أكدت أن المسلحين ما زالوا يتمركزون في بعض المقرات حتى فجر الأربعاء، وسط حالة من الذعر بين موظفي الإغاثة الذين يخشون استمرار التصعيد.

تضييق ممنهج على المنظمات الدولية

هذه الحملة ليست الأولى، بل تأتي امتداداً لسلسلة من الانتهاكات التي طالت المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين.

الجماعة تواصل منذ شهور احتجاز 59 موظفاً تابعين للأمم المتحدة بتهم وُصفت بأنها “سياسية”، بينها التجسس لصالح دول أجنبية، وهو ما دفع منظمات أممية إلى التحذير من “بيئة عمل عدائية ومعقدة” تعرقل جهود الإغاثة.
مصادر حقوقية قالت إن الجماعة تستخدم المساعدات كورقة ابتزاز للحصول على التمويل والسيطرة على توزيع الدعم في مناطقها.

الأمم المتحدة تحذر من انهيار المساعدات

الأمم المتحدة أبدت قلقاً بالغاً من التصعيد الحوثي الأخير، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات سيؤدي إلى شلل كامل في العمليات الإنسانية التي يعتمد عليها أكثر من 18 مليون يمني للبقاء على قيد الحياة.
في بيان سابق، حذّرت المنظمة من أن القيود المفروضة على حركة العاملين الإنسانيين ونهب المساعدات يهددان بوقف التمويل الدولي، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة.

أزمة إنسانية تتعمق وصمت دولي مثير

المحللون يرون أن ما يحدث في صنعاء يعكس تصعيداً متعمداً من الحوثيين للضغط السياسي على المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الجمود الدبلوماسي القائم بشأن مفاوضات السلام.

المنظمات الإغاثية تخشى أن تتحول مقراتها إلى أهداف دائمة في حرب النفوذ داخل اليمن، بينما يواجه ملايين المدنيين خطر المجاعة والمرض وسط صمت دولي مقلق.

تحذيرات من نقطة اللاعودة

تزايد الانتهاكات ضد العاملين في المجال الإنساني ينذر بوصول الوضع في اليمن إلى نقطة اللاعودة، إذا لم يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً لوقف الاعتداءات وضمان حماية موظفي الإغاثة.
اليمن اليوم يقف على حافة كارثة جديدة، فيما تبقى أصوات الضحايا هي الوحيدة التي لا تُسمع وسط دخان السياسة وسلاح الميليشيا

تم نسخ الرابط