خطر يتجدد في خليج عدن.. قراصنة الصومال يهاجمون سفنًا تجارية وسط تصاعد التوتر البحري
تزايدت المخاوف من عودة موجة القرصنة في سواحل الصومال وخليج عدن، بعد تقارير أمنية تحدثت عن حادثتين منفصلتين خلال 48 ساعة، شملتا استيلاء مجهولين على سفينة صيد إيرانية وهجومًا مسلحًا على ناقلة كيميائية قبالة مقديشو.
التطورات الأخيرة تفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الأمن البحري في واحد من أكثر الممرات الملاحية حيوية في العالم.
خليج عدن وسيطرة غامضة على سفينة ترفع علم إيران
أفادت شركة «أمبري» للأمن البحري، الثلاثاء، بتلقيها بلاغًا يشير إلى احتمال سيطرة مجموعة مجهولة على سفينة صيد إيرانية كانت تُبحر على بعد 332 ميلًا بحريًا جنوب شرقي مقديشو.
ولم تُعرف هوية المهاجمين بعد، بينما أكدت الشركة أن الحادث يخضع للتحقيق بالتعاون مع جهات دولية لتحديد موقع السفينة ومصير طاقمها.
ويرى خبراء أمنيون أن الواقعة، إن تأكدت، تمثل مؤشرًا على عودة نشاط مجموعات مسلحة في المياه الإقليمية الصومالية، خصوصًا بعد أشهر من التحذيرات الأوروبية من وجود تحركات مشبوهة في المنطقة.
هجوم فاشل على ناقلة كيميائية قبالة مقديشو
وفي سياق متصل، أعلنت شركة فانجارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية أن أربعة مسلحين هاجموا الناقلة «ستولت ساجالاند» التي ترفع علم جزر كايمان أثناء مرورها قبالة سواحل الصومال.
وأوضحت الشركة أن المهاجمين اقتربوا من الناقلة بواسطة زورق سريع وأطلقوا النار في محاولة للصعود على متنها.
لكن فريق الأمن المسلح الموجود على السفينة تعامل باحترافية عالية، إذ رفع الطاقم سرعة الناقلة ونفذ مناورات مراوغة أفشلت محاولة الاقتحام.
وأكدت شركة «ستولت-نيلسن» المشغلة للناقلة في بيان رسمي أن "الهجوم باء بالفشل وجميع أفراد الطاقم بخير".
قراصنة الصومال يعودون بعد هدوء نسبي
تعتبر هذه الحوادث الأولى من نوعها منذ مايو 2024، ما يشير إلى احتمال عودة قراصنة الصومال إلى النشاط بعد سنوات من التراجع نتيجة الدوريات الدولية المكثفة.
وكانت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي قد حذّرت في نهاية أكتوبر من وجود مؤشرات على نشاط مجموعات مسلحة في المحيط الهندي، داعية السفن العابرة إلى الحذر الشديد واتخاذ إجراءات حماية مشددة.
ويرى محللون أن التحولات الأمنية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، إلى جانب الصراعات الإقليمية واتساع الفجوة الاقتصادية في الصومال، تخلق بيئة خصبة لعودة جماعات القرصنة التي تسعى للسيطرة على طرق التجارة الحيوية أو لابتزاز السفن التجارية مقابل فدى مالية.
تهديد يتجاوز الحدود الإقليمية
يمثل أي تصعيد في الهجمات البحرية قبالة الصومال تهديدًا مباشرًا لسلاسل الإمداد العالمية، خصوصًا أن المنطقة تعد ممرًا استراتيجيًا لخطوط الطاقة والبضائع بين آسيا وأوروبا.
ومع تصاعد التوتر في البحر الأحمر والخليج العربي، يُخشى أن تمتد تداعيات هذه الأحداث إلى أسواق النفط والنقل البحري، ما قد يرفع تكاليف التأمين والشحن ويزيد الضغط على التجارة الدولية.
ويؤكد خبراء الملاحة أن تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الدوريات البحرية يمثلان السبيل الوحيد لاحتواء هذا التهديد المتجدد، قبل أن تتطور الحوادث المنفردة إلى موجة قرصنة جديدة تهدد الاستقرار البحري العالمي.



