الداخلية السورية تكشف الحقيقة: لا اختطاف للفتيات في الساحل والبلاغات مفبركة
أثارت شائعات اختطاف نساء وفتيات في الساحل السوري خلال الأسابيع الماضية حالة من الذعر على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تخرج وزارة الداخلية السورية اليوم الأحد لتضع حدًّا للجدل، معلنة نتائج التحقيقات الرسمية التي نُفذت خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا، في مؤتمر صحفي بدمشق، أن الوزارة تابعت باهتمام بالغ كل ما تم تداوله من بلاغات ومنشورات تتحدث عن اختفاء أو خطف نساء في محافظات الساحل، مشيرًا إلى أن التعامل مع هذه الشكاوى تمّ "بأقصى درجات الجدية والمسؤولية".
الداخلية السورية: لجنة خاصة للتحقق من الشكاوى
أوضح البابا أن وزير الداخلية أصدر في يوليو الماضي تعليماته بتشكيل لجنة عليا للتحقق من صحة البلاغات، برئاسة سامر الحسين مستشار الوزير للشؤون القانونية وحقوق الإنسان، وبإشراف معاون الوزير للشؤون الأمنية عبد القادر طحّان، وعضوية ممثلين عن إدارات المباحث الجنائية ووحدات الأمن الداخلي.
وأشار إلى أن اللجنة تولّت مراجعة البلاغات والتقارير الميدانية ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار تحقيق موسّع شمل أربع محافظات هي: اللاذقية، طرطوس، حمص، وحماة.
نتائج التحقيق: 42 حالة مدققة و41 منها غير صحيحة
بيّن المتحدث باسم الداخلية السورية أن اللجنة أجرت 60 جلسة تحقيق على مدى ثلاثة أشهر، شملت مراجعة السجلات الرسمية، والاستماع إلى ذوي الفتيات المعنيات، وزيارة المواقع التي أُشير إليها في الشكاوى.
وخلصت التحقيقات إلى أن 41 حالة من أصل 42 لم تكن حوادث اختطاف حقيقية، بل تفاوتت بين "خلافات أسرية، أو تغيب مؤقت عن المنزل لأسباب شخصية، أو بلاغات غير دقيقة".
وأكد البابا أن حالة واحدة فقط ما زالت قيد المتابعة والتحقيق للتثبت من تفاصيلها.
دعوة إلى التحقق قبل نشر الأخبار
شدد المتحدث باسم الداخلية السورية على أن الوزارة تتعامل بجدية تامة مع أي بلاغ أو شبهة فقدان، داعيًا المواطنين والمنظمات الحقوقية إلى إبلاغ الجهات الأمنية مباشرة قبل نشر أي معلومات أو تدوينات على مواقع التواصل.
كما حذّر من الانسياق وراء الشائعات التي تهدف إلى إثارة القلق بين المواطنين، مؤكدًا أن تداول الأخبار غير الموثوقة يسهم في زعزعة ثقة الناس بالمؤسسات الأمنية ويخلق حالة من الهلع غير المبرر.
رسالة طمأنة للمجتمع السوري
اختتم البابا المؤتمر برسالة طمأنة إلى السوريين، مؤكداً أن الوضع الأمني في الساحل مستقر، وأن الأجهزة الأمنية تواصل عملها على مدار الساعة لضمان سلامة المواطنين.
وأوضح أن الوزارة تعمل بالتعاون مع المجتمع المدني على رفع الوعي بخطورة نشر المعلومات المغلوطة، مشيرًا إلى أن “كل بلاغ يُقدَّم يتم التعامل معه فورًا، لأن أمن المواطن هو أولوية الدولة.”



