رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

سفير السودان بالقاهرة: عشرات الآلاف يفرّون من الفاشر إلى طويلة ومجازر تهز دارفور

سفير السودان لدى
سفير السودان لدى القاهرة

كشف سفير السودان في القاهرة، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، عن موجة نزوح ضخمة من مدينة الفاشر إلى بلدة طويلة المجاورة، عقب تصاعد المعارك وسقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع.
وقال عدوي خلال مؤتمر صحافي عقده بالقاهرة، اليوم الأحد، إن ما يقارب 28 ألف نازح، أغلبهم من النساء والأطفال، وصلوا إلى مخيم طويلة خلال الأيام الماضية في ظروف إنسانية قاسية، مشيرًا إلى أن العديد منهم يعانون من صدمات نفسية وإصابات جسدية خطيرة بسبب القتال العنيف والقصف العشوائي الذي دمّر أحياء المدينة.

مجازر مروّعة وأرقام صادمة للضحايا

بحسب تقارير إنسانية حديثة، تم إعدام نحو 2800 شخص منذ 28 أكتوبر الماضي، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن حصيلة القتلى تجاوزت ستة آلاف مدني، مع استمرار الانتهاكات وغياب الأمن.
وأكدت مصادر ميدانية وجود أكثر من 100 ألف مدني محاصرين داخل الفاشر، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط مخاوف من وقوع إبادة جماعية في حال استمرار القتال.

الدعم السريع تتحدث عن مساعدات.. والجيش يرد باتهامات خطيرة

أعلنت قوات الدعم السريع أنها بدأت بتوزيع مساعدات إنسانية في منطقة قرني غرب الفاشر، حيث يتجمع آلاف النازحين، مؤكدة سعيها لتخفيف المعاناة عن السكان.
في المقابل، اتهم الجيش السوداني الدعم السريع بـ"خنق المدينة" ومنع دخول الغذاء والدواء إليها، محذرًا من مجاعة وشيكة تضرب الإقليم منذ شهور.
وأشار المتحدث باسم القوات المسلحة إلى أن الجيش تمكن من تحرير عدد من المناطق خلال الأيام الأخيرة، مؤكداً عودة أكثر من مليونين ونصف المليون نازح إلى مناطقهم التي تمت إعادة تأمينها.

اتهامات متبادلة وتدهور أمني خطير

اتهمت القوات المسلحة السودانية الدعم السريع بإطلاق سراح سجناء جنائيين والتعاون مع مرتزقة أجانب في بعض مناطق دارفور، ما أدى إلى تفاقم الفوضى الأمنية.
في المقابل، تتحدث تقارير ميدانية عن استمرار الانتهاكات المروّعة بحق المدنيين، من إعدامات ميدانية واغتصابات وهجمات على عمال الإغاثة إلى عمليات نهب وخطف واسعة، فيما تظل الاتصالات مقطوعة في معظم أنحاء المدينة، ما يصعّب توثيق الجرائم.

شهادات صادمة من ناجين

روى عدد من الناجين الذين تمكنوا من الفرار إلى بلدة طويلة، لوكالة "فرانس برس"، مشاهد مأساوية عن قتل جماعي وإطلاق نار على الأطفال أمام ذويهم، إضافة إلى ضرب ونهب المدنيين أثناء محاولتهم الهروب من المدينة المنكوبة.

تقسيم فعلي للسودان وتحذيرات دولية

يشير مراقبون إلى أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر تعني إحكام قبضتها على العواصم الخمس لإقليم دارفور، وهو ما يهدد بتقسيم السودان فعلياً إلى محورين؛ شرقي وغربي، فيما يظل الجيش ممسكاً بشمال البلاد وشرقها ووسطها.
من جانبها، الأمم المتحدة حذّرت من اتساع رقعة العنف إلى ولاية كردفان المجاورة، مؤكدة وجود تقارير عن "فظائع واسعة النطاق" ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، وسط دعوات دولية عاجلة لوقف القتال وإنقاذ ما تبقّى من أرواح في دارفور.

تم نسخ الرابط