أستاذ آثار مصرية: المتحف المصري الكبير يفوق اللوفر والبريطاني مساحةً
استغرق 20 عاما بتكلفة مليار دولار.. من صاحب فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير؟
ثلاثة أيام تفصلنا عن الحدث الأعظم في القرن الواحد والعشرين، حيث اقتربت لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح حضاري وثقافي في العالم مخصص لحضارة واحدة، يجسد عبقرية المصري القديم وقدرته على الإبداع والخلود.
ويعد المتحف المصري الكبير مركز ثقافي متكامل يجمع بين العلم والفن والتكنولوجيا والتراث، ويعكس رؤية مصر الجديدة في الحفاظ على هويتها الثقافية وتقديمها للعالم بصورة تليق بمكانتها التاريخية، ومع اقتراب موعد الافتتاح الرسمي، تتجه أنظار العالم إلى القاهرة لمتابعة الحدث الثقافي الأكبر في العالم.
من صاحب فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير؟
تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في مطلع التسعينيات، عندما أدرك أن مصر رغم كل تحدياتها الاقتصادية تظل دولة عظمى ثقافياً وتاريخياً، وبدأت الشرارة عندما سأله أحد المهندسين الإيطاليين مازحاً عن "المخزن" الذي يقصد به المتحف المصري بالتحرير، فاشتعلت الفكرة في ذهن الوزير ورد قائلاً: "سنبني أعظم متحف في العالم".
ومن هنا انطلقت الرؤية لإنشاء صرح حضاري ضخم يليق بمكانة مصر وتاريخها، وعرض فاروق حسني الفكرة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافق فوراً ووجه بالبدء في التنفيذ.
متى تم اختيار موقع المتحف المصري الكبير؟
وبدأت رحلة البحث عن موقع يناسب عظمة المشروع، وانتهت باختيار منطقة مميزة بالقرب من هضبة الأهرامات لتكون الخلفية الطبيعية للمتحف، وصدر قرار بتخصيص الأرض عام 2002، حيث وضع حجر الأساس في ذلك الوقت.
كيف تم اختيار التصميم؟
نظمت مسابقة معمارية عالمية بإشراف اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، شارك فيها أكثر من 1500 مكتب تصميم من مختلف دول العالم، وفاز بها المكتب الأيرلندي Heneghan Peng Architects، الذي قدم تصميماً يجمع بين روح العمارة المصرية القديمة والحداثة المعاصرة.
مراحل التنفيذ والتكلفة
بدأ التنفيذ الفعلي عام 2006 بإنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط داخل المتحف نفسه، بدعم مالي من الحكومة اليابانية بلغ 300 مليون دولار ضمن قرض ميسر.
ورغم تعثر المشروع بعد أحداث عام 2011، فقد أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق العمل عام 2016، وأسند الإشراف إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لترتفع نسبة الإنجاز من 16% إلى أكثر من 98% خلال سبع سنوات، بتكلفة إجمالية قاربت مليار دولار.
أكبر متحف في العالم
واليوم تفصلنا ساعات قليلة عن افتتاح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، على مساحة 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي أكثر من سبعة آلاف عام من التاريخ المصري، كما أنه يحتوى على الكنز الكامل الكامل للملك توت عنخ آمون الذي سيعرض لأول مرة في مكان واحد، إلى جانب قاعات عرض رقمية ومركز مؤتمرات وسينما ومتحف للأطفال ومنطقة ترفيهية وتجارية وحدائق واسعة.
