باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

عبث الحوثيين يحرم العاصمة التاريخية من حماية التراث العالمي.. اليونسكو تسحب مشاريعها من صنعاء

اليونسكو تسحب مشاريعها
اليونسكو تسحب مشاريعها من صنعاء

خطوة حاسمة تشهدها اليمن، بعد إعلان اليونسكو وقف مشاريعها التطويرية في صنعاء القديمة ومناطق الحوثيين بعد اتهامات بعبث الميليشيا بالتراث المعماري، مما يهدد بخروج المدينة التاريخية من قائمة التراث العالمي.

قرار أممي يوقف مشاريع التراث في صنعاء

أوقفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مشاريعها التنموية والتراثية في العاصمة اليمنية صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، في خطوة وُصفت بأنها ضربة موجعة للتراث الإنساني في البلاد.
وجاء القرار بعد تزايد التقارير التي تتحدث عن تدخلات و"عبث" حوثي طال المواقع التاريخية والمعمارية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي.

اتهامات رسمية وتحذيرات دولية

كشف الدكتور محمد جميح، مندوب اليمن لدى اليونسكو، أن المنظمة الدولية قررت تحويل جميع مشاريعها إلى مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا في الجنوب والشرق، بعد أن فشلت محاولات وقف الانتهاكات الحوثية.

وأكد جميح أن صنعاء "خسرت مشاريع مهمة لحماية تراثها"، مشيرًا إلى أن المانحين الدوليين رفضوا تمويل أي مبادرات مستقبلية في المناطق الخاضعة للجماعة المسلحة.

مدينة عمرها آلاف السنين تواجه خطر الإهمال
تمثل صنعاء القديمة أحد أهم رموز التراث العربي والإسلامي، إذ يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتحتضن أكثر من 103 مساجد و14 حمامًا عامًا وأكثر من 6 آلاف منزل بُنيت قبل القرن الحادي عشر.
وفي عام 1986، أدرجت المدينة ضمن قائمة التراث العالمي، تقديرًا لقيمتها التاريخية والمعمارية الفريدة، لكن استمرار النزاع في اليمن جعلها مهددة بفقدان هذا الاعتراف الأممي.

تحذيرات من انتقال “العدوى” إلى حضرموت

لم يتوقف القلق عند حدود صنعاء، إذ حذر جميح من امتداد ما وصفه بـ"العبث الحوثي" إلى مدن تراثية أخرى، على رأسها شبام التاريخية في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

وقال في بيان رسمي إن “العبث بمظهر المدن التاريخية امتد كالعدوى من صنعاء إلى شبام حضرموت، مع رفع شعارات وأعلام مختلفة”، في إشارة إلى استخدام رموز سياسية في مواقع تراثية يفترض أن تبقى محايدة ومحمية.

اليونسكو: حماية التراث مسؤولية مشتركة

تشدد اتفاقية 1972 الخاصة بحماية التراث العالمي على ضرورة التزام الدول الأعضاء بالحفاظ على المدن التاريخية ومنع أي تغيير يخل بطابعها المعماري أو الثقافي.
وأكد جميح أن شبام، المصنفة كمدينة تراث عالمي، تستحق عناية خاصة لضمان عدم تكرار سيناريو صنعاء، داعيًا إلى احترام الاتفاقيات الدولية وعدم تسييس المعالم التاريخية.

تراث اليمن بين الحرب والإهمال

يمثل انسحاب اليونسكو من صنعاء مؤشرًا خطيرًا على فقدان المجتمع الدولي ثقته في قدرة السلطات المحلية على حماية المواقع التراثية.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار الصراع وغياب الرقابة إلى دمار بطيء للهوية التاريخية لليمن، حيث تقف المدن القديمة شاهدة على تاريخ طويل من الحضارة، لكنها اليوم تواجه مصيرًا غامضًا بين الانقسام والإهمال.

تم نسخ الرابط