الجيش السوداني ينفي سقوط الفاشر ويؤكد صمود قواته أمام هجمات الدعم السريع
تجددت المعارك العنيفة في مدينة الفاشر غرب السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط نفي رسمي وشعبي لسقوط المدينة، وتحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية بعد استهداف المستشفيات بالقصف المدفعي.
صمود الفاشر وسط معارك عنيفة
تستمر المعارك الطاحنة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اليوم الأحد، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تزعم سيطرتها على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة بالمدينة.
وأكدت مصادر ميدانية ومقاتلون متطوعون يقاتلون إلى جانب الجيش السوداني أن الفاشر لم تسقط، وأن المعارك ما تزال محتدمة في عدة محاور.
المقاومة الشعبية تكشف "حرب الشائعات"
قالت المقاومة الشعبية في الفاشر، وهي مجموعات من المتطوعين المدنيين تقاتل دعماً للجيش، في بيان لها، إن المدينة "ما زالت صامدة أمام الهجمات المتواصلة من قوات الدعم السريع".
واتهمت المقاومة، قوات الدعم السريع، بشن "حملة إعلامية مضللة" بهدف إثارة الرعب بين السكان والترويج لسقوط المدينة عبر ادعاء السيطرة على مقر قيادة الجيش.
وأكد البيان أن قيادة الفرقة السادسة مشاة لا تزال صامدة وأن القائد محمد خضر يقود بنفسه المعارك ضد المهاجمين.
الجيش والحركات المسلحة في خندق واحد
تشهد المدينة قتالاً عنيفاً تشارك فيه قوات الجيش السوداني إلى جانب القوة المشتركة للحركات المسلحة والمقاومة الشعبية، في معركة وُصفت بالأعنف منذ بدء الحرب.
وتهدف القوات المشتركة إلى منع الدعم السريع من اقتحام مركز المدينة، التي تُعد شريان الحياة الإنساني الرئيسي لولايات دارفور الخمس.
استهداف المستشفيات يثير الغضب
في تطور خطير، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل ممرض وإصابة ثلاثة من الكوادر الطبية جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مستشفى الفاشر.
ووصفت الشبكة الحادثة بأنها "جريمة حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين والكوادر الطبية.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
تعيش مدينة الفاشر حصاراً خانقاً منذ العاشر من مايو 2024، إذ تحاصرها قوات الدعم السريع من عدة محاور، فيما يحاول الجيش فك الطوق عنها.
وتُعد المدينة مركز العمليات الإنسانية في دارفور، ما يجعل استمرار القتال فيها تهديداً مباشراً لحياة آلاف النازحين الذين يعتمدون على المساعدات الدولية.
حرب مستمرة منذ عام ونصف
تأتي هذه التطورات في ظل الحرب الدامية التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليوناً بين نازح ولاجئ، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ورغم محاولات الوساطة الإقليمية والدولية، فشلت كل الجهود حتى الآن في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، فيما تتفاقم معاناة المدنيين يوماً بعد يوم.