باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بـ"أدوات متطورة".. ترامب يجهز لحصار اقتصادي خانق ضد بوتين وسط خلافات غربية

تهديدات بين ترامب
تهديدات بين ترامب وبوتين

يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو تصعيد جديد ضد روسيا، عبر حزمة عقوبات قاسية توصف داخل أروقة الإدارة بأنها "الأدوات المتطورة" لحصار الاقتصاد الروسي وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا. 

وبينما تسعى واشنطن لتنسيق خطواتها مع الاتحاد الأوروبي، تتكثف الضغوط لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم المجهود الحربي الأوكراني، وسط مؤشرات على تباين في المواقف بين العواصم الغربية.

عقوبات جديدة تلوّح بها واشنطن ضد موسكو

أكد مسؤول أميركي ومصدر مطلع أن إدارة ترامب أعدت بالفعل عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي، في حال استمرار موسكو في المماطلة بملف أوكرانيا.

وتشمل الحزمة الجديدة وفقاً للتسريبات إجراءات ضد القطاع المصرفي والبنية التحتية الخاصة بنقل النفط، إضافة إلى بحث إمكانية فصل جميع البنوك الروسية عن النظام المالي القائم على الدولار.

كما ناقشت واشنطن داخلياً إمكانية استغلال الأصول الروسية المجمدة داخل الولايات المتحدة لتمويل احتياجات كييف العسكرية، في وقت يؤيد فيه البيت الأبيض دعوات أوروبية لاستخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لشراء أسلحة أميركية لأوكرانيا.

أسبوع متقلب في علاقة واشنطن بموسكو

شهد الأسبوع الأخير اضطراباً غير مسبوق في سياسة واشنطن تجاه الحرب الأوكرانية، فبعد محادثات هاتفية بين ترامب وبوتين في 16 أكتوبر، أعلن الرئيس الأميركي أنه يخطط للقاء نظيره الروسي في بودابست، قبل أن يتراجع لاحقاً ويلغي اللقاء بدعوى أن "التوقيت غير مناسب".
وجاء الإلغاء بعد اجتماع متوتر في واشنطن جمع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث ضغطت الإدارة الأميركية على كييف للقبول بتسوية تتضمن تنازلات في إقليم دونباس، وهو ما رفضه زيلينسكي بشكل قاطع.

مصادر في البيت الأبيض أوضحت أن قرار ترامب بفرض العقوبات جاء في نهاية هذا الأسبوع المليء بالتقلبات، بعد اجتماع حاسم ضم وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير الخارجية ماركو روبيو.

ضغوط اقتصادية تمتد إلى أوروبا

تتحرك واشنطن لإقناع الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو، خصوصاً ضد عملاقي النفط الروسيين "لوك أويل" و"روسنفت"، اللتين طالتهم العقوبات الأميركية الأخيرة. 

وقال وزير الخزانة الأميركي إن الوقت حان لأن يتحمل الأوروبيون مسؤوليتهم في مواجهة "التمدد الروسي"، داعياً إلى خطوات مالية أكثر قسوة.

لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أبدوا تحفظهم، مشيرين إلى أن مصالحهم الاقتصادية المتشابكة مع الشركات الروسية تجعل من فرض عقوبات شاملة أمراً معقداً. وأوضح مسؤول أوروبي أن "لوك أويل" تملك مصافي في بلغاريا ورومانيا وشبكة واسعة من محطات الوقود، ما يصعّب عملية الفصل الاقتصادي دون خسائر فادحة.

انقسام غربي ومرحلة دقيقة في الحرب

التحركات الأميركية الأخيرة تكشف عن انقسام داخل المعسكر الغربي بين من يفضّل الحل الدبلوماسي ومن يرى أن الضغط الاقتصادي هو السبيل الوحيد لإجبار روسيا على التراجع. 

ففي حين أكد المبعوث الروسي للاستثمار كيريل دميترييف أن بلاده والولايات المتحدة وأوكرانيا تقترب من "حل دبلوماسي"، واصل ترامب إرسال إشارات متضاربة بين الرغبة في التفاوض والتصعيد بالعقوبات.

ويرى مراقبون أن ترامب يسعى لاختبار رد فعل الكرملين قبل اتخاذ "الخطوة الكبرى التالية"، بينما تستعد أوروبا لردود انتقامية محتملة من موسكو تشمل تقليص صادرات الطاقة أو تعليق التعاون التجاري.

حرب باردة جديدة بأدوات القرن الحادي والعشرين

يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهة اقتصادية وسياسية مفتوحة بين واشنطن وموسكو، عنوانها العقوبات الذكية والضغوط المالية العابرة للحدود. 

فبينما يتحدث ترامب عن "أدوات متطورة" لحصار روسيا، تتخوف أوروبا من أن يتحول الصراع إلى حرب باردة جديدة تُعيد رسم توازن القوى في العالم، وتترك أوكرانيا في قلب العاصفة بين قوتين لا تتراجعان.

تم نسخ الرابط