باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

اشتباكات مصراتة تعيد شبح الفوضى إلى غرب ليبيا: صراع نفوذ داخل حكومة الدبيبة

مظاهرات تشعل مدينة
مظاهرات تشعل مدينة مصراتة غرب ليبيا

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، ليل الخميس/الجمعة، في مدينة مصراتة غرب ليبيا، بين مجموعتين تابعتين لحكومة الوحدة الوطنية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإثارة حالة من الهلع بين السكان.
وتفتح هذه المواجهات مجددًا ملف الانقسام داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في الغرب الليبي، حيث تتصارع الكتائب على النفوذ والولاءات في ظل غياب واضح لسلطة مركزية موحدة قادرة على ضبط الأمن.


 معارك داخلية تهز مدينة مصراتة

تفجرت المواجهات عند جزيرة السكت، أحد أكثر المناطق حيوية في مصراتة، بين الكتيبة 24 مشاة التابعة لوزارة الدفاع والقوة المشتركة الموالية لرئاسة الوزراء.
وأكدت مصادر محلية أن المعركة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما سُمع دوي الانفجارات في أحياء عدة بمدينة مصراتة، ما دفع السكان إلى الاحتماء داخل منازلهم حتى ساعات الفجر الأولى.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو توثق تبادل إطلاق النار الكثيف وانتشار المقاتلين في الشوارع، وسط أنباء عن نقل مصابين إلى مستشفى مصراتة المركزي، دون صدور حصيلة رسمية حتى الآن.

غياب الموقف الرسمي يثير التساؤلات

التزمت السلطات الأمنية في مصراتة الصمت التام، إذ لم تُصدر أي بيانات توضح خلفيات القتال أو هوية المتسبب في التصعيد، الأمر الذي أثار موجة انتقادات في الشارع المحلي.

ويرى مراقبون أن غياب البيان الرسمي يعكس حالة ارتباك داخل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تواجه منذ شهور تصاعد الخلافات بين أجنحتها المسلحة، خصوصًا بعد تراجع التنسيق بين وزارتي الدفاع والداخلية.

صراع نفوذ يهدد استقرار الغرب الليبي

تُعد مصراتة واحدة من أكبر المدن الليبية وأقواها نفوذًا في الغرب، وهي قاعدة رئيسية للعديد من المجموعات المسلحة التي لعبت أدوارًا حاسمة في المشهد الليبي منذ سقوط نظام القذافي.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الاشتباكات الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الصراعات بين الكتائب المحلية، التي تتنازع على السيطرة على الموارد والمواقع الحساسة داخل المدينة.
ويرى خبراء أن استمرار هذا الوضع ينذر بانفجار أمني واسع قد يمتد إلى مدن أخرى، في وقت تتعثر فيه المساعي الأممية لتوحيد المؤسسة العسكرية وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات المؤجلة.

دعوات للتهدئة وتخوف من التصعيد

تسعى شخصيات اجتماعية في مصراتة إلى احتواء التوتر ووقف إطلاق النار عبر وساطات عاجلة بين قادة المجموعتين، وسط مخاوف من تجدد القتال خلال الأيام المقبلة إذا فشلت هذه المساعي.
ويؤكد محللون أن مشهد مصراتة يعكس عمق الانقسام داخل حكومة الدبيبة، وأن استمرار الاشتباكات يهدد بانهيار الترتيبات الأمنية الهشة في الغرب الليبي، ما يعيد شبح الفوضى إلى واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في البلاد.

تم نسخ الرابط