ترامب يفجّر مفاجأة: أفكر في إطلاق سراح مروان البرغوثي وعباس لم يعد قادراً على قيادة الفلسطينيين

تصريحات مثيرة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعادت اسم الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي إلى واجهة النقاش الدولي.
ففي خضم الجدل حول مستقبل غزة والقيادة الفلسطينية، كشف ترامب عن إمكانية دفعه باتجاه الإفراج عن البرغوثي، أحد أبرز رموز حركة فتح والمعتقل منذ أكثر من عقدين، بينما وجّه انتقادات حادة لرئيس السلطة محمود عباس، واصفًا إياه بالعاجز عن إدارة المرحلة المقبلة.
ترامب يفكر في إطلاق البرغوثي
قال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم الأميركية، اليوم الخميس، إن موضوع مروان البرغوثي "طُرح عليه قبل دقائق من المقابلة"، مضيفًا أنه يفكر جديًا في اتخاذ قرار قريب بشأن الإفراج عنه.
ووصف الأمر بأنه "سؤال اليوم"، ما يعكس اهتمامًا مباشرًا من الإدارة الأميركية بهذا الملف الحساس الذي لطالما رفضت إسرائيل مناقشته ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.
ويُعتبر البرغوثي من الشخصيات الفلسطينية الأكثر تأثيرًا، إذ يرى كثيرون أن إطلاقه قد يشكّل نقطة تحول في المشهد السياسي الفلسطيني بعد سنوات من الجمود والانقسام.
"عباس عاجز عن قيادة غزة"
تطرق ترامب في المقابلة إلى الدور المحتمل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قائلًا: "لطالما كانت علاقتي به جيدة، ووجدته دائمًا شخصًا معقولًا، لكنه على الأرجح لم يعد قادرًا على إدارة القطاع".
وأضاف أن الفلسطينيين يفتقرون إلى قيادة حقيقية في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن "كل من يتولى القيادة يتم اغتياله، ولهذا لا يريد أحد أن يكون القائد".
تصريحاته عكست شكوكًا أميركية متزايدة بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية ودورها في مرحلة ما بعد الحرب، في ظل غياب إجماع فلسطيني حول هوية القيادة المقبلة.
مروان البرغوثي.. الأسير الذي تحوّل إلى رمز
اعتُقل البرغوثي عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد خمس مرات إضافة إلى 40 عامًا بتهم تتعلق بتوجيه عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
ورغم سنوات السجن الطويلة، ما زال يحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، إذ تتصدر صورته استطلاعات الرأي كأكثر شخصية قادرة على توحيد الصف الفلسطيني وقيادة السلطة في المستقبل.
قاد البرغوثي عدة إضرابات عن الطعام من داخل السجن لتحسين أوضاع الأسرى، وكان من أبرز الموقعين على وثيقة الأسرى عام 2006 التي دعت إلى الوحدة الوطنية وحل الدولتين، ووافقت عليها حركة حماس لاحقًا.
واشنطن تبحث اليوم التالي لغزة
تأتي تصريحات ترامب في سياق نقاشات مكثفة داخل الإدارة الأميركية حول هوية الجهة التي ستدير قطاع غزة بعد وقف الحرب.
وبينما تميل بعض الأطراف الأميركية إلى إشراك السلطة الفلسطينية، يرى ترامب أن "المرحلة المقبلة تحتاج وجوهًا جديدة قادرة على كسب ثقة الشارع الفلسطيني".
ويعتقد مراقبون أن حديث ترامب عن البرغوثي ليس مجرد تصريح عابر، بل إشارة إلى احتمال تحرك دبلوماسي مستقبلي لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بمباركة أميركية.
بين البرغوثي الذي يُنظر إليه كبطل شعبي خلف القضبان، وعباس الذي يواجه تشكيكًا في قدرته على الاستمرار، يبدو أن واشنطن تستعد لإعادة رسم المشهد الفلسطيني.
تصريح ترامب ببحث الإفراج عن البرغوثي يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، قد تغيّر موازين القوى وتعيد خلط الأوراق في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.