تقلبات الذهب تربك الأسواق.. والخبراء يحذرون من قرارات الشراء والبيع العشوائية

تشهد أسواق الذهب حالة غير مسبوقة من التذبذب الحاد، بعد موجة من الارتفاعات القياسية التي دفعت الكثيرين إلى الاندفاع نحو شراء المعدن النفيس باعتباره الملاذ الآمن وسط أجواء اقتصادية غير مستقرة، قبل أن تتبدل الصورة تمامًا خلال الأيام الأخيرة، مع تسجيل الذهب أكبر انخفاض له منذ 12 عامًا، متراجعًا بأكثر من 5% في يوم واحد فقط.
وفي هذا الصدد، قال خبراء الاقتصاد إن هذا الهبوط المفاجئ أربك حسابات المستثمرين والمواطنين على حد سواء، خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي حققه الذهب منذ بداية عام 2025 بنسبة قاربت 67%، ما جعل كثيرين يتوقعون استمرار الصعود لفترة أطول.
موجة تصحيح ضربت الأسواق
وأشاروا إلى أن الموجة التصحيحية التي ضربت السوق جاءت بعكس التوقعات، لتؤكد أن أسعار الذهب ما زالت تعكس حالة عدم اليقين العالمية التي تسيطر على الأسواق منذ سنوات.
ويرى خبراء الاقتصاد أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لموجة شراء مفرطة خلال الفترة الماضية، دفعت الأسعار إلى مستويات قياسية غير مبررة، ومع بدء التراجع، اتجهت شريحة من المستثمرين إلى البيع لتجنب الخسائر، وهو ما فاقم من حدة الهبوط.
مرحلة تصحيح سعري
ولفت الخبراء إلى أن الأسواق تمر الآن بمرحلة تصحيح سعري لا يمكن التنبؤ بمدتها، مؤكدين أن الوقت الحالي لا يصلح للشراء أو البيع، لأن الاتجاه المستقبلي للأسعار لم يتضح بعد.
وأوضح الخبراء أن السوق العالمي لا يزال تحت تأثير مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها السياسات الاقتصادية غير المستقرة في عدد من الدول الكبرى، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، فضلًا عن المخاوف المستمرة من الركود العالمي، وكل هذه العوامل تجعل من الصعب توقع مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.
أسباب رفع أسعار الذهب
وأضاف الخبراء أن إقبال البنوك المركزية على شراء الذهب خلال الشهور الماضية ساهم في رفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، إلى جانب تزايد الطلب من الأفراد الذين لجأوا إليه كوسيلة لحماية مدخراتهم من التضخم، ومع ذلك فإن الانخفاض الأخير كشف أن السوق لا يمكن التنبؤ به بسهولة، وأن الاندفاع غير المدروس نحو الاستثمار في الذهب قد يؤدي إلى خسائر كبيرة.
نصائح للمستثمرين
ونصح الخبراء المستثمرين بالتحلي بالحذر والتريث، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة، سواء بالشراء أو البيع، قبل أن تستقر الأسعار عند مستويات دعم حقيقية.
كما شدد الخبراء على ضرورة متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية عن قرب، لأن الذهب يظل مرآة تعكس حالة القلق وعدم الاستقرار التي يعيشها العالم.