أنقرة تصعّد تحذيراتها: قسد يجب أن تندمج في الجيش السوري فوراً

جددت تركيا تحذيراتها العلنية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بضرورة الاندماج الكامل ضمن الجيش السوري، في وقت تتواصل فيه المفاوضات الحساسة بين دمشق والقوات الكردية حول مستقبل شمال وشرق سوريا، وسط تعقيدات سياسية وعسكرية متشابكة تهدد بانفجار جديد في المنطقة.
تحذير تركي واضح وصريح
وزارة الدفاع التركية أكدت في بيانها الأسبوعي اليوم الخميس أن على قسد "الامتناع عن أي أفعال أو أقوال تضر بوحدة سوريا"، مشددة على أن الاندماج في المؤسسة العسكرية السورية "قضية بالغة الأهمية" تتابعها أنقرة عن قرب.
الوزارة حذّرت من أن استمرار الوضع الحالي سيزيد من التوترات الميدانية ويقوض فرص الاستقرار، معتبرة أن الخطوة المنتظرة من قسد ستساهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنهاء النزاعات الداخلية.
أردوغان: لا مجال للطرق الخاطئة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد وجّه الأسبوع الماضي إنذاراً مماثلاً إلى قوات سوريا الديمقراطية ( قسد )، داعياً إياها إلى "التصرف بعقلانية والانخراط في صفوف الجيش السوري"، ومحذراً من الاستمرار في الطرق الخاطئة التي على حد تعبيره "لن تخدم سوى أعداء سوريا والمنطقة".
أنقرة تعتبر قوات قسد الامتداد العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنّف إرهابياً لديها، وترى في وجودها قرب الحدود الجنوبية تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
اتفاق مارس.. خطوة لم تكتمل
قوات سوريا الديمقراطية كانت قد أبرمت اتفاقاً مع دمشق في 10 مارس الماضي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، مع ضمان حقوق الأكراد دستورياً وعودة النازحين، ورفض أي مشاريع تقسيم.
الاتفاق تضمّن أيضاً بنوداً تتعلق بالمشاركة في العملية الانتقالية السياسية ومحاربة فلول النظام السابق، لكنه لم يُنفذ بشكل كامل حتى الآن بسبب خلافات جوهرية بين الجانبين.
عقبات سياسية تعرقل التنفيذ
المفاوضات بين قوات قسد والحكومة السورية ما زالت تراوح مكانها نتيجة تمسك الإدارة الذاتية الكردية بخصوصية قواتها داخل الجيش، وهو مطلب رفضته دمشق بشكل قاطع.
كما تطالب قسد بـ"نظام لا مركزي" يمنح المناطق الكردية صلاحيات واسعة في الإدارة، بينما تصر الحكومة على مركزية الدولة وسيادتها الكاملة على كل الأراضي السورية، ما يجعل التفاهم النهائي أكثر تعقيداً.
تركيا تراقب وتلوّح بالتحرك
أنقرة تتابع المفاوضات عن كثب، وتؤكد أن اندماج قسد في الجيش السوري هو الضمان الوحيد لمنع أي كيان انفصالي في الشمال الشرقي، في وقت يواصل فيه الجيش التركي تعزيز وجوده على الحدود وتنفيذ ضربات محدودة ضد مواقع تابعة للقوات الكردية.
ويرى مراقبون أن التحذيرات التركية المتكررة ليست مجرد تصريحات سياسية، بل رسالة ضغط موجّهة إلى كل من دمشق و"قسد" بأن صبر أنقرة بدأ ينفد، وأن أي فشل في تنفيذ اتفاق الاندماج قد يعيد المشهد السوري إلى مربع المواجهات العسكرية.