سيناتور أمريكي لـ"تفصيلة": ترامب يتصرف كملك ويحوّل البيت الأبيض إلى نصب لغروره السياسي

تشهد الولايات المتحدة حالة غير مسبوقة من الصدمة السياسية، بعد تصريحات نارية أدلى بها السيناتور الأمريكي مالك فرنسيس في تصريحات خاصة لموقع "تفصيلة"، هاجم فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متهمًا إياه بتصرفات "ملكية" تناقض جوهر الديمقراطية الأمريكية.
السيناتور وصف ما يحدث بأنه "حرب ترامب على بيتنا"، في إشارة إلى مشروع مثير للجدل داخل البيت الأبيض، يراه كثيرون تجسيدًا لغرور شخصي أكثر منه عملاً وطنياً.
230 مليون دولار من أموال الشعب
قال السيناتور فرنسيس إن ترامب، الذي انتُخب في الأصل لخدمة الشعب، يطالب الآن بمبلغ 230 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب، من وزارة العدل التي عيّن فيها بنفسه كبار المسؤولين.
وأوضح أن هذه الخطوة تمثل إساءة خطيرة للسلطة، مؤكدًا أن واجب الرئيس هو خدمة الشعب الأمريكي، وليس إثراء نفسه أو استخدام مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسب شخصية أو ترك إرث مزيف باسمه.
هدم داخل البيت الأبيض لبناء قاعة رقص فاخرة
كشف فرنسيس أن الصدمة الكبرى جاءت من داخل البيت الأبيض نفسه، حيث يُهدم جزء من المبنى التاريخي لتشييد قاعة رقص فاخرة خطط ترامب لإنشائها حتى يخلد اسمه في تاريخ المكان.
وأضاف أن الرئيس ترامب وعد بألا يتأثر الهيكل الأساسي للمبنى، لكن الواقع يقول إن الضرر قد وقع بالفعل، ليس فقط من الناحية المادية، بل رمزيًا ومعنويًا، لأن كل زاوية في البيت الأبيض تحمل جزءًا من روح الديمقراطية الأمريكية.
البيت الأبيض رمز الديمقراطية يتحول إلى مسرح للغرور
أوضح السيناتور أن البيت الأبيض ليس مجرد مقر رئاسي، بل رمز حي لقيم التواضع والخدمة العامة.
وقال: "من شجاعة لينكولن إلى رؤية كينيدي وتفاؤل ريجان، ظل البيت الأبيض انعكاسًا لشخصية الأمة، لكن اليوم، تحت ترامب، يتحول إلى نصب شخصي للغرور السياسي".
وأكد أن ما يحدث يمثل اعتداءً على ذاكرة الأمة وتاريخها السياسي، متسائلًا: "أين أصوات جمعية البيت الأبيض التاريخية؟ أين موقف الكونجرس؟ الصمت هنا تواطؤ خطير".
ترامب بين إرث السلطة وجنون العظمة
أشار فرنسيس إلى أن هوس ترامب بإرثه ورغبته في نقش اسمه داخل جدران البيت الأبيض يكشف عن مدى ابتعاده عن روح القيادة الديمقراطية.
وقال إن هذا السلوك لا يليق بقائد منتخب، بل يعكس ذهنية رجل يرى نفسه فوق المؤسسات، يسعى لأن يُذكر لا بما قدمه لشعبه، بل بما بنى لنفسه من رموز شخصية.
وأضاف أن "البيت الأبيض لا يخص دونالد ترامب، بل كل أمريكي يؤمن بالحرية والكرامة والحقيقة".
دعوة لرفض الغطرسة واستعادة كرامة الديمقراطية
اختتم السيناتور الأمريكي تصريحاته بدعوة صريحة لوقف ما وصفه بـ"العبث بتاريخ الأمة"، قائلاً:
"لقد حان الوقت لنقول كفى. كفى من الغطرسة، كفى من الأنا المتضخمة، كفى من تدنيس رموزنا الوطنية".
وأكد أن أمريكا أكبر من أي رجل، وأن البيت الأبيض سيظل بيت الشعب لا قاعة رقص لغرور الرئيس الأمريكي، مشيراً بسخرية إلى أن مؤيدي ترامب المتطرفين من حركة MAGA ينتظرون بفخر افتتاح ما يسمونه "مارا لاجو الشمالية"، في إشارة إلى غرفة ترامب للرقص التي يراها بعض أنصاره إنجازاً "إلهياً".