حماس تسلّم جثتي أسيرين إسرائيليين مقابل 15 فلسطينياً.. تبادل الجثث يتواصل وسط هدنة هشة في غزة

تشهد غزة مساء اليوم الثلاثاء جولة جديدة من عمليات تبادل الجثامين بين حركة حماس وإسرائيل، في مشهد يعكس استمرار تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية.
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت في بيان رسمي نيتها تسليم جثتي أسيرين إسرائيليين عثرت عليهما فرقها الميدانية اليوم، على أن تتم عملية التسليم عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت غزة.

15 جثة مقابل كل أسير إسرائيلي
البيان الصادر عن كتائب القسام أوضح أن العملية تأتي ضمن تفاهمات الهدنة الموقعة مع إسرائيل، والتي تنص على تبادل الجثث بين الطرفين وفق نسب متفق عليها.
وبذلك، تكون حماس قد سلّمت حتى الآن 15 جثة إسرائيلية منذ بدء سريان الهدنة، في حين سلّمت إسرائيل العدد نفسه من جثامين الفلسطينيين ضمن الصفقة المتواصلة.
الاتفاق يقضي، بحسب مصادر مطلعة، بأن تسلّم إسرائيل جثامين 15 فلسطينياً مقابل كل جثة إسرائيلية تُعاد من غزة، في خطوة تهدف إلى إغلاق ملف المفقودين والقتلى بين الجانبين.
الصليب الأحمر يؤكد استمرار نقل الجثامين
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في بيان رسمي أنها سهّلت اليوم نقل جثامين 15 فلسطينياً من إسرائيل إلى غزة، ضمن آلية التنسيق الخاصة باتفاق الهدنة.
وأوضحت اللجنة أن الجهات الطبية في غزة تسلّمت الجثث وأكدت أنها مجهولة الهوية، ليبلغ العدد الإجمالي للجثامين الفلسطينية المستلمة منذ بداية التبادل 165 جثة.
وزارة الصحة في غزة أكدت من جانبها هذه الأرقام، مشيرة إلى أن جميع الجثامين تم نقلها إلى المستشفيات المحلية تمهيداً للتعرف عليها ودفنها وفق الإجراءات المتبعة.
حصيلة الحرب ما تزال تتصاعد
بيان وزارة الصحة الصادر اليوم كشف أن حصيلة ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 68,229 قتيلاً و170,369 مصاباً، في حين لا يزال عدد غير محدد من الجثث مدفوناً تحت أنقاض المنازل المدمّرة.
الوزارة أكدت أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق بسبب الدمار الواسع ونقص المعدات، مشيرة إلى أن الأيام الماضية شهدت مقتل 13 فلسطينياً إضافياً، بينهم سبعة في غارات مباشرة نفذها الجيش الإسرائيلي.
هدنة هشة ومخاوف من انهيار الاتفاق
رغم استمرار تبادل الجثامين، يسود قلق متزايد من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار نتيجة الخروقات المتكررة والعمليات المحدودة في بعض مناطق القطاع.
مصادر دبلوماسية أكدت أن الوسطاء الإقليميين والدوليين يكثفون اتصالاتهم لضمان استمرار الهدوء، معتبرين أن تبادل الجثث مؤشر على بقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الطرفين رغم هشاشة الوضع الميداني.
هدنة على المحك وأمل بالاستقرار
عملية تسليم جثتي الأسيرين الإسرائيليين تمثل اختباراً جديداً لمدى صمود الاتفاق الذي أوقف أشهراً من القتال المدمر.
وفيما يأمل الفلسطينيون أن تمهّد هذه الخطوات لمرحلة أكثر استقراراً، يخشى مراقبون أن تتحول الهدنة إلى استراحة مؤقتة قبل عودة التصعيد ما لم تتوفر ضمانات حقيقية لسلام دائم في غزة.