العليمي: التطورات الإقليمية تفتح الباب لعزل الحوثيين وتعزيز وحدة الصف اليمني

رأى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، أن التحولات الإقليمية الأخيرة تمثل فرصة نادرة لتوحيد الصف الوطني وتضييق الخناق على ميليشيا الحوثي، مؤكدًا أن الحكومة ماضية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية رغم التحديات السياسية والإنسانية المتفاقمة.

العليمي: المتغيرات الإقليمية تدعم توحيد الموقف الوطني

أكد الرئيس رشاد العليمي، خلال اجتماع عقد في مدينة عدن مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة، أن الحكومة اليمنية تسعى لاستثمار المتغيرات الإقليمية الأخيرة لتعزيز وحدة الموقف الوطني، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وما ترتب عليه من تحولات في المشهد الإقليمي.

وشدد على أن الدولة تعمل على تعظيم المكاسب السياسية الناتجة عن تلك التطورات لتوحيد القوى الوطنية في مواجهة جماعة الحوثيين، التي وصفها بأنها تمثل مشروعًا خارجياً يهدد استقرار اليمن والمنطقة.

معركة وعي قبل أن تكون مواجهة عسكرية

أوضح العليمي أن المعركة مع الحوثيين لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تتجاوز ذلك إلى معركة وعي تتطلب خطابًا وطنيًا مسؤولًا يعزز الثقة بالدولة ويفضح السرديات المضللة للجماعة المدعومة من إيران.
ودعا الرئيس اليمني إلى إطلاق حراك دبلوماسي وإعلامي منسق يبرز صورة الحكومة كشريك فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، ويعزز الحضور اليمني في الملفات العربية المشتركة.

الحكومة تواصل الإصلاحات رغم التحديات

أكد العليمي أن الحكومة ماضية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، رغم الصعوبات التي تفرضها الأوضاع الإنسانية والسياسية المعقدة.
وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي يضع ضمن أولوياته تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الجمهوري تحت سقف الدولة والقانون، بما يضمن تجاوز الخلافات وتكريس الجهود نحو استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء معاناة الشعب اليمني.

تحذير من انتهاكات الحوثيين ومسؤولية دولية

وجه العليمي تحذيرًا شديد اللهجة لميليشيات الحوثي من استمرار انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالاعتقالات التعسفية التي طالت موظفين في الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني.
وحذر من أن هذه الممارسات تهدد الإمدادات الإغاثية وتعمّق الأزمة الإنسانية، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية التخاذل في مواجهة تلك الانتهاكات التي تمارس في ظل صمت دولي غير مبرر.

هيئة التشاور: توسيع المشاركة الوطنية أولوية

من جانبها، أكدت هيئة التشاور والمصالحة مضاعفة جهودها لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اليمنية، والعمل على توسيع قاعدة المشاركة الوطنية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الانتقالية.
وشددت الهيئة على أن هدفها الأساس هو دعم مسار الدولة نحو التعافي السياسي والاقتصادي، وترسيخ الاستقرار بعد سنوات من الصراع والانقسام.
يأتي خطاب العليمي في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات متسارعة، ما يضع اليمن أمام فرصة حقيقية لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية، وتوحيد صفوفه لمواجهة مشروع الحوثي الذي يسعى لفرض أمر واقع يخالف إرادة اليمنيين واستقرار المنطقة بأكملها.