فتح تهاجم حماس: الانقسام أولويتكم ومعاناة الفلسطينيين آخر همكم

اتهمت حركة فتح، اليوم السبت، حركة حماس بالاستمرار في تقديم مصالحها التنظيمية على حساب معاناة الفلسطينيين، وذلك في رد على تصريحات القيادي الحمساوي محمد نزال، التي وصفتها فتح بأنها “تكشف حقيقة توجهات الحركة ومقاربتها للمرحلة المقبلة”.
وقالت فتح في بيان رسمي، إن مواقف حماس “تؤكد مجددًا أنها ما زالت تقدم مصالحها الفئوية الضيقة ووجودها التنظيمي على حساب تضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته المتواصلة”.

انتقادات حادة لحماس بعد عامين من الحرب على غزة

المتحدث الرسمي باسم فتح عبد الفتاح دولة أوضح في بيانه أن “بعد عامين من الإبادة والدمار والتهجير التي طالت أبناء شعبنا في قطاع غزة، كان الأجدر بحماس أن تنحاز إلى إرادة شعبها ومصالحه العليا، لا أن تواصل إدارة الظهر للواقع المأساوي الذي صنعه الانقسام وسنوات الحكم الأحادي”.
وأكد أن تصريحات حماس الأخيرة تعكس إصرارها على ترسيخ الانقسام الداخلي، بدلًا من توحيد الصف الوطني لمواجهة الاحتلال واستعادة المشروع الفلسطيني الجامع.

رفض قاطع لأي حلول تُكرّس الانقسام

شددت حركة فتح على رفضها القاطع لأي حلول جزئية أو صيغ تُكرّس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، معتبرة أن هذه الطروحات “تمنح إسرائيل أوراقًا مجانية عبر العودة إلى الحديث عن هدنة طويلة الأمد”.
وأضاف البيان أن “هذه الأفكار تمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، وتستبدل الحل السياسي الشامل القائم على الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، بمشاريع إدارة محلية تحت سقف الاحتلال”.

اتهامات لحماس بإعادة إنتاج الحكم بالقوة

وأكد عبد الفتاح دولة أن إصرار حماس على الاحتفاظ بسيطرتها الأمنية في قطاع غزة بعد كل ما جرى، يعني “الإصرار على إعادة إنتاج الحكم بالقوة غير الشرعية”، مشيرًا إلى أن ذلك ترافق مع انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية جماعية طالت أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
وأضاف أن هذه الممارسات تأتي في وقت يحتاج فيه الجميع إلى ترميم النسيج الوطني الفلسطيني لا تمزيقه من جديد.

مقايضات سياسية على حساب الثوابت الوطنية

وكشف المتحدث باسم فتح أن ما ورد من إيحاءات حول استعداد حماس للاحتفاظ بسيطرتها مقابل التنازل عن سلاحها ليس جديدًا، موضحًا أن الحركة “فاتحت أطرافًا إقليمية ودولية، بما فيها الإدارة الأمريكية، في هذا الإطار ووافقت على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تضمنت بندًا واضحًا حول تسليم السلاح”.
واعتبر أن هذا السلوك يعكس مقايضات سياسية تهدف إلى بقاء الحركة في الحكم وليس حماية حقوق الشعب الفلسطيني.

فتح: الحل بعودة غزة للشرعية الوطنية

اختتم عبد الفتاح دولة بيانه بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لإنهاء المأساة الوطنية هو عودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية، ووقف كل محاولات تفكيك الهوية الوطنية الجامعة.

وقال: “شعبنا الفلسطيني قدّم دماءه من أجل الحرية والدولة والاستقلال، لا من أجل تكريس الانقسام وخلق مشاريع بديلة عن فلسطين الواحدة”.