محلل أمريكي لتفصيلة: ترامب يسعى لتغيير وجه أمريكا والبلاد على أبواب حرب أهلية جديدة

تتفاقم الأزمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لتتحول من خلاف مالي حول الميزانية إلى معركة مفتوحة بين الرئيس دونالد ترامب ومؤسسات الدولة الفيدرالية.
ويرى المحلل الأمريكي ستيفن صهيوني في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة أن ترامب لا يكتفي باستخدام الإغلاق الحكومي كورقة ضغط، بل يسعى لإعادة تشكيل النظام الأمريكي نفسه، محذرًا من أن البلاد تقف على حافة انقسام داخلي غير مسبوق قد يقود إلى اضطرابات أو حتى حرب أهلية.

الإغلاق الحكومي الأمريكي.. سلاح ترامب للسيطرة على الدولة

المشهد السياسي في واشنطن يعيش حالة غير مسبوقة من التوتر. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم الإغلاق الحكومي كأداة ضغط على الحزب الديمقراطي، في محاولة للهيمنة على مفاصل الدولة الفيدرالية.
المحلل الأمريكي ستيفن صهيوني أوضح أن ترامب يسعى لتغيير شكل الولايات المتحدة جذريًا، لكنه شدد على أن تنفيذ هذا المخطط سيقابل بصدام عنيف داخل الكونغرس وفي الشارع الأمريكي.
وأشار إلى أن المجتمع الأمريكي يشهد اليوم انقسامًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبين اليمين المتطرف واليسار الليبرالي، في مشهد يعكس عمق الشرخ السياسي والاجتماعي داخل البلاد.

انقسام داخلي غير مسبوق وحافة الحرب الأهلية

يرى صهيوني أن تصاعد العنف والخطاب العنصري في الداخل الأمريكي مؤشرات خطيرة على تآكل التماسك الوطني.
وقال إن نسب الجرائم والاعتداءات على الأمريكيين من أصول غير بيضاء أو مهاجرين في تزايد مستمر، مضيفًا أن خطاب ترامب التحريضي ضد الأقليات يفاقم هذا الانقسام.

وأكد أن استمرار ترامب في إدارة البلاد بعقلية المواجهة قد يقود الولايات المتحدة إلى صدام واسع وربما حرب أهلية جديدة، خاصة مع غياب أي رادع سياسي داخل الكونغرس يحد من قراراته.

الاقتصاد الأمريكي يدفع الثمن

كشف صهيوني أن السياسات الاقتصادية التي يتبعها ترامب كلفت المؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات.

وأوضح أن الحرب التجارية التي شنّها ضد الصين وأوروبا والهند ألحقت خسائر جسيمة بالشركات الأمريكية، وأدت إلى ارتفاع التضخم وتراجع الإنتاج الصناعي، بينما بدأت مؤشرات البطالة في الصعود مجددًا.
وأضاف أن هذه المؤسسات بدأت تضغط على الإدارة الأمريكية لوقف استخدام الإغلاق الحكومي والرسوم الجمركية كأدوات تفاوض، محذرة من أن الاقتصاد الأمريكي يمر بأسوأ مراحله منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

ترامب لا يسمع لأحد والنرجسية تسيطر على قراراته

أكد صهيوني أن ترامب يرفض الإصغاء للمستشارين أو المسؤولين في فريقه الأمني والاقتصادي، ويتعامل مع الدولة بعقلية “الرجل الواحد المتحكم في كل شيء”.
ووصفه بأنه "نرجسي وديكتاتوري الطباع"، يسعى لتقييد عمل المؤسسات الفيدرالية وتعديل الدستور بما يمنحه سلطة مطلقة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لا يخفي رغبته في الترشح لولاية ثالثة أو حتى تمهيد الطريق لأحد أفراد عائلته، ما يثير مخاوف من تحوّل النظام الأمريكي إلى حكم عائلي أو شبه استبدادي.

الحزب الجمهوري منقسم والشارع يغلي

يرى صهيوني أن موازين القوى داخل الحزب الجمهوري تغيّرت جذريًا منذ وصول ترامب إلى السلطة.
وقال إن الحزب لم يعد كما كان في عهد بوش الأب أو الابن، بل أصبح يعيش انقسامًا داخليًا بين مؤيدي ترامب ومعارضيه.
وأوضح أن هذا الانقسام امتد إلى الكونجرس، حيث بات بعض الجمهوريين يصوتون ضد قرارات ترامب، في وقت فقد فيه الديمقراطيون قدرتهم على توحيد صفوفهم أمام ما وصفه بـ"الترامبية الجديدة" التي تعيد رسم المشهد السياسي الأمريكي.

أمريكا على مفترق طرق بسبب سياسات ترامب 

يحذر صهيوني من أن الولايات المتحدة اليوم تقف أمام مفترق طرق حاسم، فإما أن تستعيد مؤسساتها توازنها وتضع حدًا لهيمنة ترامب، أو تنزلق إلى فوضى سياسية واقتصادية قد تغير شكل الديمقراطية الأمريكية إلى الأبد.
واختتم تصريحه بالقول: “الترامبية الجديدة أخطر من أي أزمة مرت بها أمريكا، لأنها تهدد نظامها من الداخل قبل الخارج.”