محلل أمريكي لـ تفصيلة: ترامب ديكتاتور يرى نفسه فوق الدولة والقانون ويحكم بالغرور ويتعامل مع أمريكا كأنها شركته الخاصة

تتصاعد أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي لتصبح واحدة من أعقد الأزمات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
الأزمة التي بدأت كخلاف مالي حول الميزانية، تحولت إلى مواجهة مفتوحة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومؤسسات الدولة الفيدرالية، في معركة يرى محللون أنها تهدد استقرار النظام السياسي والاقتصادي الأمريكي.
الإغلاق الحكومي الأمريكي.. ورقة ضغط بيد ترامب
المشهد السياسي في واشنطن يتأزم يومًا بعد يوم، مع استمرار الرئيس دونالد ترامب في استخدام الإغلاق الحكومي كورقة ضغط ضد الحزب الديمقراطي.
الكاتب والمحلل السوري الأمريكي ستيفن صهيوني أكد في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة أن ترامب يوظف الإغلاق الحكومي لتصفية حسابات سياسية، مشيرًا إلى أن ما يحدث اليوم ليس جديدًا، بل امتداد لصراع بدأ منذ انتخابات عام 2016 بين ترامب ومرشحته الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون.
وأوضح صهيوني أن هذه الحرب السياسية والإعلامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي تعمقت أكثر خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن ترامب يستخدم كل أدواته لفرض رؤيته حتى وإن كان الثمن هو شلل مؤسسات الدولة.
الصراع الحزبي في واشنطن يشتعل مجددًا
أشار صهيوني إلى أن الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين تجاوز قاعات الكونجرس ليصل إلى الإعلام والمحاكم الدستورية، مؤكداً أن ترامب يحاول فرض إرادته عبر سياسة “الابتزاز السياسي”.
ويرى أن ما يجري يعكس رغبة ترامب في ترسيخ سلطته المطلقة داخل الدولة الفيدرالية، مستغلًا الانقسام الداخلي كأداة لتعزيز شعبيته داخل حزبه، رغم تراجعها في الشارع الأمريكي.
الاقتصاد الأمريكي في مهب الريح
أكد صهيوني أن السياسات الاقتصادية التي اتبعها ترامب أضعفت الاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد إطلاق “حرب الرسوم الجمركية” ضد الصين والهند وأوروبا.
وأشار إلى أن التضخم بلغ مستويات قياسية، بينما شهدت البورصة الأمريكية تراجعًا حادًا، وارتفعت الديون وأسعار الذهب، ما يعني تدهور قيمة الدولار ومدخرات الأمريكيين.
وقال صهيوني: “ترامب يغامر بالاقتصاد الأمريكي من أجل مكاسب سياسية آنية، واضعًا البلاد على حافة أزمة مالية كبرى.”
ترامب بين النرجسية والسيطرة
وصف صهيوني شخصية ترامب بأنها “نرجسية سلطوية”، موضحًا أنه لا يستمع لنصائح فريقه الأمني أو الاقتصادي، ويتعامل بعقلية “الرجل الواحد المتحكم في كل شيء”.
وأضاف أن تصرفاته تنعكس سلبًا على السياسة الأمريكية داخليًا وخارجيًا، إذ يسعى لإيصال رسالة مفادها أنه وحده من يصنع القرار.
مستقبل الديمقراطية الأمريكية على المحك
يرى المحلل الأمريكي، أن أزمة الإغلاق الحكومي الحالية تمثل اختبارًا خطيرًا للديمقراطية الأمريكية، إذ تهدد توازن القوى بين الرئيس ومؤسسات الدولة.
ويؤكد صهيوني، أن واشنطن تقف اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن تستعيد توازنها المؤسسي، أو تنزلق إلى مرحلة جديدة من الفوضى السياسية والاقتصادية قد تغيّر وجه أمريكا لعقود قادمة.