ترامب يحث زيلينسكي على وقف القتال والتوجه نحو السلام دون دعم صواريخ “توماهوك”

في خطوة تعكس تحوّلًا جديدًا في الخطاب الأميركي تجاه الحرب الأوكرانية-الروسية، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وقف الأعمال القتالية والتوجه نحو إبرام اتفاق سلام، متجاهلًا في الوقت نفسه طلب كييف الحصول على مزيد من الدعم العسكري، بما في ذلك صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل" إن اجتماعه مع زيلينسكي كان ودّيًا ومثيرًا للاهتمام، لكنه شدد على أنه حان الوقت للطرفين لوقف القتل والجلوس إلى طاولة المفاوضات، مضيفًا: «فليعلن كلاهما النصر، وليحكم التاريخ. كفى إطلاق نار، كفى قتلاً»، في إشارة إلى رغبته في إنهاء الحرب التي استنزفت الجانبين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وعقد الرئيسان اجتماعًا مطولًا في البيت الأبيض استمر أكثر من ساعتين، وقال بعده زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن بلاده طلبت تزويدها بصواريخ “توماهوك” الأميركية ذات المدى البالغ 1600 كيلومتر، إلا أن الطلب قوبل بالتحفظ من جانب ترامب، مؤكدًا أنه لم يرفض الطلب صراحة، لكنه لم يوافق عليه أيضًا، معبّرًا عن أمله في أن تتمكن أوكرانيا من الخروج من الحرب دون الحاجة إليها.
وكشف مصدر أوكراني أن زيلينسكي عرض على ترامب خرائط لأهداف روسية محتملة واقترح تبادل الصواريخ بآلاف الطائرات المسيّرة، إلا أن الاقتراح لم يلقَ قبولًا من واشنطن.
ورغم تمسك زيلينسكي بموقفه القائل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس جاهزًا للسلام، فإن ترامب رأى العكس، مؤكدًا أن بوتين يريد إنهاء الحرب، وكشف أن الزعيمين اتفقا على عقد قمة جديدة في بودابست خلال الأسابيع المقبلة.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، وإعلان موسكو السيطرة على ثلاث قرى جديدة في شرق البلاد، ما يزيد من الضغط على كييف قبل حلول فصل الشتاء.
واختتم ترامب اللقاء بكلمات مجاملة لضيفه الأوكراني قائلًا: «إنه لشرف لي أن أكون مع قائد قوي جدًا، رجل مرّ بالكثير، ورجل أعرفه جيدًا».