محلل كويتي لتفصيلة: مصر أنقذت غزة من التهجير وتستعد لدور ريادي في إعادة الإعمار

تلعب مصر دوراً محورياً وحاسماً في إنهاء الحرب على غزة ومنع تهجير أهلها، بعدما وقفت سداً منيعاً أمام الضغوط الإسرائيلية التي سعت لدفع الفلسطينيين إلى النزوح الجماعي. 

بجهودها الدبلوماسية المكثفة ووساطتها الفاعلة بين حماس وإسرائيل، نجحت القاهرة في تثبيت وقف إطلاق النار وفتح طريق جديد نحو الإعمار والاستقرار. 

اليوم، تبرز مصر كـ الضامن الأقوى لأمن غزة وحارس الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات طمسها.

محلل كويتي لموقع تفصيلة: مصر لعبت الدور الأهم في حماية الفلسطينيين 

في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أكد الدكتور عايد المناع، الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي والمستشار الإعلامي السابق بوزارة الكهرباء والماء، أن مصر لعبت الدور الأهم في حماية الفلسطينيين من التهجير الجماعي، مشيراً إلى أن القاهرة كانت وما تزال الوسيط الأكثر تأثيراً في التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس.

محلل كويتي لموقع تفصيلة: مصر  الوسيط الحاسم في وقف النار

يرى المناع أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، قادوا جهوداً معقدة لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيداً بالدور الشخصي للرئيس المصري الذي وصفه بـ"الفاعل والمباشر" في دعم القضية الفلسطينية ومنع انفجار الأوضاع مجدداً.
وأوضح أن القاهرة تصرفت بحكمة حين رفضت الخضوع للضغوط الإسرائيلية التي سعت لفتح معابر غزة لإجبار السكان على النزوح الجماعي، مؤكداً أن "لولا الموقف المصري الصلب، لكانت أعداد كبيرة من الفلسطينيين قد غادرت القطاع تحت الضغط الجهنمي الإسرائيلي، لكن تمسك مصر بموقفها أبقى الناس في أرضهم وحمى الهوية الوطنية من الذوبان".

دور مصري محوري في الإعمار والاستقرار

يشدد المناع على أن مصر تمتلك مفاتيح إعادة إعمار غزة، بفضل قدراتها البشرية والمادية، ووجود شركاتها العاملة في مشاريع الإعمار والبنى التحتية.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية تواصل دعم وتدريب الكوادر الفلسطينية، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات فاعلة داخل القطاع، لافتاً إلى أن القاهرة كانت على الدوام رمزاً للتضحية من أجل فلسطين منذ عام 1948 مروراً بحروب 1967 و1973.

التفاهمات الدولية طريق الإعمار

يؤكد المناع أن إعادة إعمار غزة لن تتم إلا عبر تفاهم دولي واسع، تشارك فيه الولايات المتحدة والدول العربية الفاعلة، مع ضرورة تنسيق الجهود لمنع أي انتكاسة جديدة.
وأضاف أن الخطة الأمريكية الأخيرة تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم وجود بعض التحفظات من أطراف عربية، مشيراً إلى أن إجماع المجتمع الدولي عليها في قمة شرم الشيخ يمنحها ثقلاً سياسياً يجب استثماره لإنهاء الصراع.

الطريق إلى سلام دائم ومستقبل جديد لغزة يبدأ من القاهرة

اختتم المناع حديثه بالتأكيد على أن ما يحدث اليوم قد يكون الفرصة الأخيرة لتحقيق سلام حقيقي في غزة بعد حرب استمرت عامين، وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 100 ألف جريح، كثير منهم يعانون من إصابات دائمة.
وشدد على أن الطريق إلى السلام يبدأ من القاهرة، وأن نجاحها في تثبيت الهدنة وإطلاق عملية الإعمار سيكون حجر الأساس لعودة الاستقرار إلى غزة والمنطقة بأكملها.