هجوم جديد على دارفور.. الجيش السوداني يصدّ هجوماً واسعاً للدعم السريع على الفاشر

أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، أنه تصدى لهجوم عنيف شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، من محورين رئيسيين الشمالي والشمالي الشرقي في واحدة من أعنف المعارك التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع.
وأوضح بيان الجيش السوداني أن الفرقة السادسة مشاة، وبمساندة القوة المشتركة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، تمكنت من صدّ الهجوم بالكامل بعد معارك استمرت منذ ساعات الصباح الأولى.
الجيش السوداني يكبد الدعم السريع خسائر فادحة
البيان العسكري أشار إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت نحو 50 مركبة قتالية ومصفّحات خلال الهجوم، مؤكداً أن الجيش دمّر 10 مركبات واستولى على اثنتين بكامل عتادهما.
وأضاف أن المعارك أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع وإصابة آخرين، بينما فرّ من تبقى منهم في اتجاهات متفرقة داخل محيط المدينة.
وأكد الجيش السوداني أن قواته لا تزال تطارد فلول المهاجمين وتعمل على تأمين محيط الفاشر بالكامل لمنع أي محاولات تسلل جديدة.
الفاشر.. المدينة المحاصرة
تخضع مدينة الفاشر لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، ما جعلها مركزاً ملتهباً للصراع في إقليم دارفور.
وتعد الفاشر آخر المدن الكبرى في الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وهو ما يجعلها هدفاً استراتيجياً لقوات الدعم السريع الساعية إلى السيطرة الكاملة على دارفور.
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من أن المعارك حول الفاشر تهدد بحدوث كارثة إنسانية كبرى، باعتبار أن المدينة تمثل مركز العمليات الإنسانية لجميع ولايات دارفور الخمس.
حرب مستمرة منذ 2023
تخوض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حرباً دامية منذ منتصف أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل بحسب التقديرات الرسمية، وقرابة 130 ألف قتيل وفق دراسة حديثة أعدتها جامعات أميركية.
كما تسببت الحرب في نزوح ولجوء نحو 15 مليون شخص داخل السودان وخارجه، ما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، يواصل الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
لكن استمرار الهجمات على الفاشر، وتصاعد المعارك في دارفور، يشيران إلى أن الحل العسكري ما زال يهيمن على المشهد رغم تدهور الوضع الإنساني وانهيار الخدمات في معظم المدن السودانية.