تحالف غير متوقع.. ترامب يمنح زيلينسكي موقع الشريك العسكري في صفقة بمليارات الدولارات

تحول دراماتيكي في علاقة واشنطن وكييف يعيد رسم موازين القوة بين روسيا والغرب.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض كشريك في صفقة عسكرية كبرى، بعد أشهر فقط من توبيخ علني.
مشهد يعكس تبدل حسابات ترامب، وتراجع حماسه تجاه بوتين، في لحظة فارقة من الحرب الأوكرانية.
زيلينسكي يدخل البيت الأبيض بثقة الشركاء لا التابعين
تقرير مجلة تايم الأميركية كشف أن زيلينسكي سيصل إلى واشنطن برفقة وفد رسمي رفيع لبحث اتفاقيات دفاعية ضخمة مع إدارة ترامب.
الاجتماع المقرر الجمعة المقبلة سيتناول ملفات كانت مرفوضة سابقًا، منها تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، وصفقة تبادل بين تكنولوجيا الطائرات المسيّرة الأوكرانية والمساعدات العسكرية الأميركية.
المجلة وصفت هذا التحول بأنه انعطافة مذهلة حتى بمعايير ترامب المتقلبة، بعدما كان الرئيس الأميركي قد وصف زيلينسكي مطلع العام بـ"غير الممتن".
من المواجهة إلى الشراكة
التحول لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة مسار سياسي محسوب، فبعد المواجهة القاسية في المكتب البيضاوي، أدرك زيلينسكي "الدرس الصعب" – كما تقول تايم – وبدأ في إرسال رسائل شكر متكررة لترامب والإشادة برؤيته في "السلام عبر القوة".
هذا التغيير في الخطاب ساهم في استعادة الثقة تدريجيًا، خصوصًا خلال قمة الناتو في يونيو الماضي، حين تبنى ترامب موقفًا أكثر دعمًا للحلف بعد التزام الدول الأعضاء بزيادة مساهماتها، وهو ما انعكس إيجابًا على أوكرانيا.
تراجع حماسة ترامب تجاه بوتين
التحول الأكبر، وفق المجلة، تمثل في فتور العلاقة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فبعد أن كان يصفه بـ"العبقري"، صرح ترامب في يوليو الماضي بأنه "يشعر بخيبة أمل" من بوتين، متهمًا موسكو بـ"إطلاق الأكاذيب".
هذا التحول تُرجم عمليًا برفع التجميد عن الأسلحة الدفاعية المخصصة لكييف، ومنح أوكرانيا الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية.
وفي أغسطس، كتب ترامب على منصته الخاصة: "من الصعب الفوز بحرب دون مهاجمة بلد الغزاة"، في أول اعتراف علني بإمكانية انتصار كييف.
توماهوك على الطاولة وموسكو في مرمى النظر
ترامب لمح في تصريحات صحافية إلى أنه قد يرسل صواريخ توماهوك لأوكرانيا إذا لم تُحسم الحرب قريبًا.
هذه الصواريخ، التي يبلغ مداها نحو ألف ميل، تمنح كييف قدرة على استهداف مواقع عسكرية حساسة قرب موسكو وسانت بطرسبورغ.
المجلة اعتبرت هذا التوجه "خطوة استراتيجية تنهي مرحلة الغموض" في موقف واشنطن من الحرب الأوكرانية.
تأثير ملف غزة على حسابات ترامب
تقرير تايم ربط بين وقف إطلاق النار في غزة وصعود ثقة ترامب الدولية، إذ كسب إشادات واسعة بعد وساطته الناجحة في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
هذا النجاح عزز قناعة ترامب بإمكانية لعب دور صانع سلام عالمي، ما دفعه لإعادة النظر في الملفات المفتوحة، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل: "علينا أن ننهي ملف روسيا، يجب أن نُنهي ذلك."
كييف تفاوض من موقع القوة
لقاء الجمعة المنتظر سيكون مختلفًا تمامًا عن لقاء فبراير الماضي.
هذه المرة، يصل زيلينسكي بوفد يقوده رئيس وزرائه، وبقائمة مطالب واضحة تشمل صفقات "الدرونز مقابل المساعدات"، ودعمًا متزايدًا من حلف الناتو.
في الوقت ذاته، شحنت دول الحلف أربع دفعات من الأسلحة الأميركية بقيمة تقارب ملياري دولار ضمن الاتفاقات الدفاعية الجديدة.
أوراق اللعبة تتبدل
تؤكد تايم أن "المشهد انقلب رأسًا على عقب"، فزيلينسكي، الذي كان يُوبَّخ قبل أشهر، أصبح اليوم يمسك بالأوراق الرابحة في لعبة النفوذ بين واشنطن وموسكو.
أما بوتين، فيتابع من الكرملين تحولات التحالفات وهي تُعاد صياغتها، فيما يتحول ترامب من ناقدٍ للغرب إلى مهندسٍ لتحالف جديد يغير مسار الحرب في أوكرانيا.