باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

وزير الخارجية الإيراني الأسبق يتهم روسيا بعرقلة الاتفاق النووي خوفاً من فقدان نفوذها الدولي

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني الأسبق

كشف وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، في تصريحات مثيرة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، عن خفايا جديدة تتعلق بدور روسيا في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، متهماً موسكو بأنها لا تريد علاقات طبيعية بين إيران والعالم، وأنها سعت خلال المفاوضات إلى عرقلة أي اتفاق يمكن أن يعيد طهران إلى الساحة الدولية بشكل كامل.

جاءت تصريحات ظريف رداً على ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن "آلية الزناد" الخاصة بإعادة فرض العقوبات على إيران، حيث اتهمه ظريف بتقديم رواية مشوهة وغير دقيقة عن المفاوضات النووية، قائلاً إن "لافروف حرّف الحقيقة عندما زعم أن هذا البند تم الاتفاق عليه بيني وبين جون كيري".

موسكو أرادت اتفاقاً هشاً يخدم مصالحها

أوضح وزير الخارجية الإيراني الأسبق، أن المقترح الأصلي لآلية الزناد صدر عن روسيا وفرنسا، لكن إيران رفضته لأنه كان "فخاً قانونياً" يهدف إلى جعل الاتفاق مؤقتاً وغير مستقر. 

وأضاف ظريف، أن روسيا لم تكن تسعى لنجاح الاتفاق النووي، لأنها كانت ترى في نجاحه تهديداً لمصالحها الاستراتيجية، إذ يعني ذلك عودة إيران إلى علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي، وهو ما يتعارض – بحسبه – مع رؤية موسكو لموازين القوى في المنطقة.

وأشار وزير الخارجية الإيراني الأسبق إلى أن الدور الروسي في المفاوضات كان مزيجاً من التعاون الظاهري والعرقلة السرية، مضيفاً أن موسكو مارست ضغوطاً سياسية بلهجة متعالية لمنع التوصل إلى اتفاق، لكن إيران استطاعت إبرام الاتفاق رغم المعارضة الروسية في اللحظات الأخيرة.

استراتيجية روسية لإبقاء إيران في منطقة رمادية

كشف ظريف أن موسكو اقترحت في مراحل سابقة تعليقاً مؤقتاً لقرارات مجلس الأمن من أجل إبقاء الوضع بين إيران والغرب في حالة "لا حرب ولا سلام"، معتبراً أن هذا النهج يخدم مصالح روسيا التي تفضل بقاء إيران في حالة عدم استقرار دبلوماسي دائم.
كما انتقد دعم موسكو لاتفاقات وصفها بأنها "هشة ومؤقتة" مثل اتفاق جنيف، مشيراً إلى أن هذا التوجه يُبقي طهران في حالة تبعية سياسية واقتصادية للكرملين.

خلافات حول بوشهر والملف النووي

تطرق ظريف أيضاً إلى محاولات روسية لتقييد القدرات النووية الإيرانية، موضحاً أن موسكو اقترحت تزويد محطة بوشهر بالوقود الروسي بشكل دائم، ما كان سيحرم إيران من حقها في التخصيب الذاتي. 

واعتبر أن هذا الاقتراح يهدف إلى إبقاء طهران تحت السيطرة التقنية والسياسية لموسكو.

وأضاف أن روسيا لم تصوت ضد أي من قرارات الفصل السابع ضد إيران قبل عام 2013، وأن دعمها لموقف طهران في مجلس الأمن كان محدوداً ومشروطاً بمصالحها الخاصة.

تسريبات روسية أضرت بالعلاقات الاستراتيجية

في جزء آخر من تصريحاته، اتهم ظريف روسيا بأنها لم تحافظ على السرية في العلاقات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن موسكو سرّبت خبر زيارة قاسم سليماني السرية إلى روسيا عام 2015، كما كشفت لاحقاً تفاصيل عن استخدام طائرات مسيّرة إيرانية في الحرب الأوكرانية.

وأكد أن هذه الممارسات تعكس أن روسيا تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها الخاصة وليس لمصلحة إيران، مشدداً على أن الكرملين يسعى دوماً إلى منع طهران من بناء علاقات طبيعية ومتوازنة مع العالم.

وزير الخارجية الإيراني الأسبق: روسيا تريد إبقاء إيران تابعة لها

اختتم ظريف حديثه بالتأكيد على أن روسيا، رغم كونها جاراً مهماً وشريكاً استراتيجياً لإيران، تسعى في الواقع إلى إبقاء طهران في حالة اعتماد دائم عليها، مشيراً إلى أن هذا هو "الخط الأحمر الروسي" في التعامل مع إيران.

ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من الخارجية الروسية أو السفير الروسي في طهران، بينما اكتفت وسائل إعلام قريبة من الكرملين بالتأكيد على أن العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

تم نسخ الرابط