فضيحة الأطباء والصيادلة.. عايد المناع لـ"تفصيلة": حزب الله وراء شبكة تمويل خطيرة داخل الكويت

نجحت وزارة الداخلية بالكويت في توجيه ضربة قاصمة لتنظيمات الإرهاب وتمويلها الخفي، بعدما أعلنت ضبط شبكة معقدة كانت تتخذ من تجارة الأدوية غطاء لتهريب الأموال ودعم جهات خارجية مشبوهة.
وجاء الإعلان في لحظة دقيقة تمر بها منطقة الخليج، حيث تتزايد التهديدات الأمنية ومحاولات استغلال الاقتصاد والأنشطة التجارية لتغطية عمليات تمويل مشبوهة تستهدف استقرار الدول وأمنها الداخلي.
الأمن الكويتي يكشف شبكة ذات امتدادات طائفية
بيان الداخلية الكويتية كشف عن تفاصيل أولية تشير إلى تورط مجموعة تضم أطباء وصيادلة في شبكة تمويل مرتبطة بحزب محظور، حيث كانت المجموعة تُرسل أموالاً وأدوية إلى حزب الله في لبنان تحت ستار معاملات تجارية مشروعة.
وأكدت الوزارة أن التحقيقات ما زالت مستمرة لتحديد جميع الأطراف المشاركة وضبط المتورطين في تحويل الأموال بطرق غير قانونية، مستغلة ثقة المرضى وسوق الدواء.
خبير كويتي: القضية تمثل اختراقاً خطيراً للأمن الوطني
قال الدكتور عايد المناع، الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي والمستشار الإعلامي السابق لوزارة الكهرباء والماء، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، إن البيان الصادر عن وزارة الداخلية يعكس يقظة الأجهزة الأمنية الكويتية، مشيراً إلى أن الكشف عن هذه الشبكة يمثل “اختراقاً خطيراً” يستوجب التعامل معه بأقصى درجات الصرامة.
وأوضح المناع أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن بعض المتورطين في القضية كانوا يرسلون الأدوية والأموال بشكل منتظم إلى حزب الله، وهو ما يندرج ضمن الولاءات الطائفية التي تجر البلاد إلى خرق القانون وتجاوز سيادة الدولة.
تحقيقات موسعة وإحالة إلى القضاء
المناع أكد أن التعامل مع حزب الله أو أي تنظيم مصنف كمنظمة إرهابية في الكويت يعد جريمة واضحة، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية تابعت نشاط هذه الشبكة لفترة طويلة، حتى حصلت على الأدلة الكافية التي مكنتها من القبض على المتهمين وإحالتهم إلى النيابة العامة.
وأوضح أن القضاء الكويتي يتمتع بالنزاهة والشفافية، ويعمل وفق ثلاث درجات تقاضي: الابتدائية، ثم الاستئناف، وأخيراً التمييز، مما يضمن محاكمة عادلة للمتهمين، مؤكداً أن من يثبت تورطه سيُحاسب وفق القانون.
رسالة حاسمة من الكويت للعالم
تشير هذه القضية إلى أن الكويت تتعامل بحزم مع أي محاولة لاختراق أمنها الوطني أو تحويل أراضيها إلى مركز تمويل لتنظيمات خارجية، على حد قوله.
ويؤكد المحلل الكويتي أن نجاح الأجهزة الأمنية في كشف هذه الشبكة يُعد إنذاراً واضحاً لأي جهة تحاول العبث باستقرار الدولة، ورسالة بأن الكويت ستظل خط الدفاع الأول في وجه الإرهاب ومموليه مهما تنوعت أساليبهم وأغطيتهم.