أموال الإرهاب في عبوات الدواء.. خبير لتفصيلة: الكويت ضبطت شبكة عابرة للحدود يقودها إخوان الخارج

نجحت وزارة الداخلية في الكويت في توجيه ضربة قاصمة إلى الإرهاب، بإعلانها ضبط واحدة من أخطر الشبكات التي كانت تتخذ من تجارة الأدوية ستارًا لتهريب الأموال وتمويل التنظيمات المتطرفة خارج البلاد.
وجاء الإعلان في توقيت حساس تمر به منطقة الخليج، وسط تصاعد التهديدات الأمنية ومحاولات توظيف الاقتصاد والأنشطة التجارية لخدمة أجندات تخريبية تستهدف أمن واستقرار الدول.
تاريخ من المواجهات الأمنية الحاسمة
أكد الدكتور حامد محمود، رئيس وحدة دراسات الخليج وإيران بمركز الغرب للدراسات السياسية والأمن الإقليمي، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن الكويت تمتلك سجلًا طويلًا من النجاحات الأمنية في مواجهة الخلايا الإرهابية ومحاولات الاختراق.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الكويتية نجحت عام 2019 في الكشف عن خلية إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، ضمت ثلاثة من أبرز قياداته، وتم تسليم بعضهم إلى السلطات المصرية بعد ثبوت تورطهم في عمليات غسل أموال لصالح الجماعة الإرهابية.
غسيل أموال وتنسيق خارجي من تركيا
أوضح محمود أن القيادة الإرهابية الهاربة يحيى موسى، المقيم في تركيا، كانت تتولى إدارة الجناح العسكري للجماعة، وتشرف على تمويل حركات الفوضى والتحريض عبر شبكات مالية تعمل من داخل الكويت.
وأضاف أن الخلية التي كانت تقودها أسماء بارزة مثل خالد المهدي وإسلام الشويخ ومحمد عبد المنعم، استخدمت واجهات اقتصادية وتجارية لتمرير الأموال إلى التنظيم الأم، في إطار شبكة معقدة تمتد خارج الحدود.
ردود الإخوان تكشف الارتباك
بيّن الخبير أن جماعة الإخوان سارعت حينها إلى إصدار بيان غاضب هاجمت فيه وزارة الداخلية الكويتية، واعتبرت القبض على عناصرها "استهدافًا سياسيًا"، مطالبة بعدم تسليمهم إلى القاهرة، رغم صدور أحكام قضائية ضدهم في قضايا إرهاب وتمويل.
ووصف محمود ذلك البيان بأنه اعتراف ضمني بارتباط الجماعة بالعناصر المضبوطة، ودليل على حجم التأثير الذي ما زالت تسعى الجماعة للاحتفاظ به داخل الكويت.
الكويت.. محاولات اختراق متكررة وبيئة جاذبة
أشار الخبير إلى أن محاولات اختراق الأمن الكويتي ليست جديدة، موضحًا أن البلاد شهدت منذ التسعينيات نشاطًا سياسيًا ودينيًا مكثفًا، قبل صدور مرسوم أميري بحظر التكوينات الحزبية عقب تحرير الكويت عام 1991.
ولفت إلى أن المشهد الأمني الكويتي تأثر بتعدد التيارات، بين خلايا تابعة لحزب الله، وأخرى لداعش، وثالثة للإخوان، وهو ما جعل الكويت ساحة جذب للجماعات ذات الطابع الطائفي أو الأيديولوجي.
الكويت تواجه تحديات ديموجرافية وأمنية
أكد محمود أن التركيبة السكانية المتنوعة في الكويت تمثل أحد أبرز التحديات الأمنية، إذ تضم أكثر من نصف مليون عامل مصري إلى جانب جاليات عربية وآسيوية وإيرانية، تحمل بعض خلفياتها الفكرية ارتباطًا بتيارات الإسلام السياسي.
وبيّن أن تلك البيئة تمثل هدفًا دائمًا للجماعات الإرهابية التي تسعى لاختراق المجتمع واستغلال التحويلات المالية لتمويل عملياتها في مناطق الصراع مثل سوريا والعراق.
نجاح أمني ورسالة إقليمية
اختتم الخبير تصريحه بالتأكيد على أن ما حققته الأجهزة الأمنية الكويتية يمثل نجاحًا استراتيجيًا كبيرًا في مواجهة الإرهاب، لكنه في الوقت نفسه إنذارًا مبكرًا بأن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر سيولة أمنيًا وسياسيًا.
ودعا إلى ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة محاولات الاختراق التي تتزايد مع تصاعد الأزمات الإقليمية، مؤكدًا أن الكويت أثبتت قدرتها على حماية أمنها الداخلي، رغم تعقيدات المشهد الخليجي الراهن.