باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من هو صالح الجعفراوي الذي قُتل اليوم في غزة على أيدي ميليشيا ياسر أبو شباب؟

 صالح الجعفراوي
صالح الجعفراوي

أثار مقتل الناشط والصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، اليوم الأحد، في مدينة غزة، موجة واسعة من الحزن والغضب في الأوساط الإعلامية والشعبية، بعد أن أكدت مصادر محلية أنه قُتل خلال اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركة حماس، وتحديدًا ما يُعرف بـ"ميليشيا ياسر أبو شباب"، وعدد من أفراد عائلة دغمش في حي الصبرة جنوب المدينة.

عين تنقل للعالم تفاصيل الحياة وسط الدمار

كان صالح الجعفراوي واحدًا من أكثر الصحفيين الفلسطينيين تأثيرًا خلال العامين الماضيين، إذ تحولت كاميرته البسيطة إلى عين تنقل للعالم تفاصيل الحياة وسط الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. بصوته الهادئ وعدسته الصادقة، كان صالح يُجسّد معاناة الفلسطينيين من قلب الركام والدمار، ويكسر الرواية الإسرائيلية التي حاولت لسنوات تصوير جيش الاحتلال على أنه “الأكثر أخلاقية في العالم”.

بإمكانات محدودة وهاتفه المحمول فقط، استطاع الجعفراوي أن يعري آلة الدعاية الصهيونية أمام ملايين المشاهدين، حتى باتت تقاريره مصدر إزعاج حقيقي للإعلام العبري، الذي وصفه في أحد تقاريره بأنه “خطر يجب إسكاته”. وتشير معلومات إلى أن اسمه أُدرج ضمن قوائم الاغتيال الإسرائيلية منذ فترة، نتيجة لتأثيره الكبير وانتشاره الواسع على المنصات الرقمية.

ميليشيا ياسر أبو شباب 

لكن المفارقة المؤلمة أن الرصاص الذي أنهى حياته لم يأتِ من جيش الاحتلال، بل من بنادق مسلحين فلسطينيين تابعة لميليشيا ياسر أبو شباب في الحي ذاته الذي وُلد فيه، وبين الشوارع التي طالما وثّقها بعدسته.

ووفقًا لشهادات من القطاع وعدد من زملائه الصحفيين، كان صالح صباح اليوم في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، يوثّق بعدسته حجم الدمار الذي خلّفته الحرب بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ. غير أن الاتصال به انقطع فجأة منذ ساعات الصباح، قبل أن يُعثر على جثمانه مصابًا بسبع رصاصات في أنحاء متفرقة من جسده.

رحيل صالح الجعفراوي لم يكن مجرد فقدان صحفي ميداني، بل خسارة لصوتٍ حرّ مثّل ضمير غزة، ونقل صورتها الحقيقية للعالم بلا تزييف ولا خوف.

لحظات من الأمل قبل رحيله

وبحسب مقربين من عائلته، فإن صالح الجعفراوي كان يعيش لحظات من الأمل قبل رحيله، إذ كان ينتظر خروج شقيقه ناجي الجعفراوي من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى المتوقع تنفيذها عقب اتفاق وقف إطلاق النار. وقد كتب قبل وفاته بساعات رسائل تعبّر عن تفاؤله بقرب لقاء شقيقه، قبل أن تنقلب فرحته إلى مأساة بوفاته المفاجئة.

وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الجعفراوي كان يقوم بتغطية الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة صباح اليوم، حين أصيب برصاص حي أثناء وجوده قرب موقع المواجهات، ليفارق الحياة متأثرًا بجراحه.

صدمة في الأوساط الإعلامية الفلسطينية

رحيل الجعفراوي شكّل صدمة في الأوساط الإعلامية الفلسطينية، حيث نعاه عدد كبير من الصحفيين والنشطاء، مؤكدين أن مقتله يعكس تدهور الأوضاع الأمنية في غزة واتساع دائرة الفوضى الداخلية.

وبينما تطالب عائلته بفتح تحقيق عاجل في ملابسات مقتله، يؤكد زملاؤه أن إرثه الإعلامي سيبقى شاهدًا على صوت الحقيقة في زمن الحرب والانقسام.

تم نسخ الرابط