الجمهوري الأمريكي لـ«تفصيلة»: السيسي يستحق نوبل للسلام وترامب أمام اختبار العدالة في غزة

يقف العالم اليوم أمام مشهد إنساني مؤلم بعد عامين من الحرب والإبادة الجماعية التي دمّرت قطاع غزة وقتلت أكثر من مئة وسبعين ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والعجَز.
هذا ما أكده عضو الحزب الجمهوري الأمريكي مالك فرنسيس في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، مشيرًا إلى أن البشرية شهدت واحدة من أكثر المآسي قسوة في القرن الحادي والعشرين، وأن العدالة الغائبة لا بد أن تجد طريقها في النهاية.
فرنسيس أوضح أن غالبية دول العالم باتت تُدرك أن استمرار المأساة الفلسطينية يشكّل تهديدًا دائمًا للضمير الإنساني، ولذلك جاء اعترافها بالدولة الفلسطينية خطوة ضرورية لإعادة التوازن الأخلاقي المفقود.
تحركات ترامب بين السياسة والطموح نحو نوبل
تحرّك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بالتنسيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية في محاولة لوقف الدمار في غزة، وفق ما أكده فرنسيس.
هذه الخطوة تأتي بحسب مراقبين في وقتٍ حساس يسبق إعلان لجنة نوبل اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام، ما أثار تساؤلات حول دوافعها.
فرنسيس اعتبر أن "السلام لا يكون طموحًا سياسيًا أو وسيلة دعائية لنيل جائزة عالمية، بل هو التزام حقيقي بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان".
وأضاف أن العالم ينتظر من واشنطن أفعالًا لا أقوالًا، وأن أي حديث عن السلام يفقد معناه إذا لم يُترجم إلى مواقف واضحة تنصف الشعب الفلسطيني وتُنهي الاحتلال.
فرانسيس: على ترامب أن يختبر صدقه بالفعل لا بالشعارات
طالب عضو الحزب الجمهوري الرئيس ترامب باتخاذ خطوات ملموسة تُثبت صدقه في السعي نحو السلام، مشددًا على أن البداية تكون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها في غزة وجنوب لبنان.
فرنسيس أشار إلى أن سلامًا لا يقوم على العدالة هو مجرد هدنة مؤقتة، سرعان ما تنهار أمام واقع الظلم والاحتلال.
وأكد أن الولايات المتحدة تمتلك الفرصة التاريخية لتغيير صورتها في المنطقة إذا اختارت أن تنحاز للحق الإنساني لا للمصالح السياسية الضيقة.
السيسي نموذج للدور العربي المسؤول
أشاد فرنسيس بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قاد جهودًا دبلوماسية استثنائية لوقف الحرب على غزة على مدار عامين، ومنع تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وصف فرنسيس السيسي بأنه "قدّم نموذجًا للدور العربي المسؤول الذي يجمع بين الواقعية السياسية والثبات على المبادئ الوطنية"، مؤكدًا أن القاهرة أعادت للعالم ثقة العرب في قدرتهم على صناعة السلام من موقع القوة لا التبعية.
وأضاف أن ترشيح الرئيس السيسي لجائزة نوبل للسلام سيكون تكريمًا مستحقًا لرجلٍ أنقذ أرواح الآلاف، وأعاد للقضية الفلسطينية حضورها في المحافل الدولية.
سلام حقيقي يقوم على العدالة والكرامة
اختتم فرنسيس تصريحاته بالتأكيد على أن الأمل لا يزال قائمًا في تحقيق سلامٍ حقيقيٍ ودائمٍ للشرق الأوسط، سلام يستند إلى العدالة والكرامة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأوضح أن هذا السلام لن يتحقق إلا إذا تحمّل القادة مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، ووقفوا أمام التاريخ بضميرٍ حي، بعيدًا عن الحسابات الانتخابية أو المصالح السياسية.
وختم بقوله: "مصر اليوم تُعيد للعالم معنى السلام.. سلام يخرج من الميدان لا من المكاتب، ومن الضمير لا من المساومات".