باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مفتي الجمهورية للوفد الفلسطيني: دعم فلسطين واجب ديني وإنساني

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

في مشهد يؤكد وحدة الصف العربي والإسلامي، استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم الأربعاء، وفدًا من المحكمة العليا الشرعية في فلسطين، في لقاءٍ رسمي حمل طابعًا روحيًا وإنسانيًا، عُقد بمقر دار الإفتاء المصرية، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين المؤسستين في مجالات الإفتاء والدراسات الدينية، وبحث سبل دعم التواصل العلمي والفقهي بين الجانبين.

المفتي: القضية الفلسطينية في قلب المصريين قيادةً وشعبًا

في مستهل اللقاء، رحّب فضيلة المفتي بالوفد الفلسطيني، معربًا عن تقديره الكبير لدور المؤسسات الدينية الفلسطينية وصمودها في وجه العدوان، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تظل في وجدان المصريين جميعًا قيادةً وشعبًا ومؤسساتٍ، لما تمثله من قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية.

وقال فضيلته: “إن دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف سياسي، بل هو واجب ديني وإنساني تجاه إخواننا في فلسطين وغزة، وحرصنا الدائم هو أن تظل هذه القضية حاضرة في كل المحافل الدولية التي نشارك فيها، حتى نوقظ بعض الضمائر الغافلة أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان”.

دار الإفتاء المصرية.. نقلة نوعية وتفاعل مع الواقع المعاصر

وخلال اللقاء، استعرض الدكتور نظير عياد ما شهدته دار الإفتاء المصرية من تطور مؤسسي وفني خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الدار أصبحت نموذجًا عالميًا في الإفتاء العصري الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأشار إلى أن إدارات الدار المختلفة تعمل على توظيف التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي لإيصال الرسالة الإفتائية إلى مختلف فئات المجتمع، لا سيما فئة الشباب، موضحًا أن دار الإفتاء باتت تتفاعل مع التحديات الفكرية والإنسانية التي يواجهها المسلم المعاصر، وتقدم إجابات شرعية مدروسة بمنهج علمي رصين.

الأمانة العامة لدور الإفتاء.. منصة عالمية لتنسيق الجهود الفقهية

وتناول فضيلة المفتي الحديث عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تضم أكثر من 111 عضوًا من 108 دولة، مؤكدًا أنها أصبحت منصة فكرية وعلمية جامعة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية، وتنسيق الجهود المشتركة في مواجهة التحديات الدينية والفكرية، وعلى رأسها التطرف الفكري والتشدد الديني.

وقال فضيلته إن الأمانة العامة تسعى إلى إعادة صياغة الخطاب الديني عالميًّا بما يتناسب مع روح الإسلام السمحة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تمثل امتدادًا للدور الريادي الذي تقوم به مصر في قيادة الفكر الوسطي المعتدل.

مراكز فكرية واستراتيجية تواجه التطرف

كما استعرض فضيلته الجهود البحثية التي تبذلها دار الإفتاء من خلال مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا، الذي يعمل على تفكيك خطاب الكراهية وتوضيح الصورة الصحيحة عن الإسلام في الغرب.

وأشار إلى أن المركز يصدر دراسات علمية ومنهجية لرصد وتحليل الظواهر المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تستغل الدين لتحقيق مآرب سياسية أو أيديولوجية.

وتحدث فضيلة المفتي أيضًا عن المؤشر العالمي للفتوى، الذي يُعد أول مشروع بحثي من نوعه يرصد التوجهات الإفتائية في العالم ويحللها بمنهج علمي دقيق، وكذلك عن مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش الذي يعنى بترسيخ قيم الحوار وقبول الآخر، ويدعم وحدة الأمة وتماسكها.

كما أشار إلى وحدة الحوار التي أنشأتها دار الإفتاء، والمتخصصة في مواجهة الفكر الإلحادي والرد على الشبهات الفكرية بالعقل والمنهج العلمي المتزن.

دار الإفتاء بيت خبرة عالمي لتأهيل المفتين

وأكد مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء لم تعد مؤسسة محلية فقط، بل أصبحت بيت خبرة عالميًّا في مجال الإفتاء، حيث تقوم بتدريب وتأهيل المفتين من مختلف دول العالم، وتنقل خبراتها إلى المؤسسات الدينية الأخرى، مع إمداد المتدربين بالمعارف الفقهية واللغوية والمهارات التقنية التي تمكّنهم من أداء مهامهم الشرعية على أكمل وجه.

وأوضح فضيلته أن برامج التدريب التي تقدمها الدار تلقى إقبالًا كبيرًا من علماء ومفتين من إفريقيا وآسيا وأوروبا، وهو ما يعكس الثقة المتنامية في المنهج الأزهري الوسطي الذي تتبناه الدار في تعاملها مع قضايا العصر.

تأكيد التعاون مع المؤسسات الدينية الفلسطينية

وفي ختام اللقاء، أعرب فضيلة المفتي عن استعداد دار الإفتاء المصرية لتقديم كامل الدعم للمؤسسات الدينية الفلسطينية، وفي مقدمتها المحكمة العليا الشرعية في فلسطين، من خلال برامج تدريبية وتعاون علمي مستمر، مؤكدًا أن هذا التعاون يأتي في إطار دعم المؤسسات الراسخة في فلسطين، وخدمة قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

من جانبهم، نقل أعضاء الوفد الفلسطيني تحيات الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، إلى فضيلة المفتي، معربين عن امتنانهم العميق لمواقف مصر ودار الإفتاء الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني.

وأشاد الوفد بجهود دار الإفتاء المصرية في خدمة الإسلام والمسلمين، مؤكدين أن الدار تُعد منارة علمية رائدة يستفيد منها العلماء والباحثون في فلسطين، وأن التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الفلسطينية يمتد لعقود طويلة، حيث تضم فلسطين عددًا من المعاهد الأزهرية التي تساهم في نشر الفكر الوسطي الأزهري ومقاومة التطرف.

تم نسخ الرابط