باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بعدما تخطت حاجز 140 ألف دولار.. ما أسباب الصعود التاريخي لـ البيتكوين؟

البيتكوين
البيتكوين

تشهد أسواق العملات الرقمية موجة غير مسبوقة من الارتفاعات، يتصدرها البيتكوين الذي قفز إلى مستويات تاريخية تجاوزت حاجز 140,000 دولار، محققًا مكاسب قوية خلال الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 2025، في وقت يتزايد فيه الحديث عن "الملاذات الآمنة" وسط الضبابية الاقتصادية العالمية.

وفي السطور التالية يستعرض "تفصيلة" أبرز الأسباب التي أدت إلى الاتفاع الجنوني لـ البيتكوين.

 

أسباب ارتفاع البيتكوين

رأى محللون أن هذا الارتفاع لم يكن صدفة، بل نتيجة تفاعل معقد بين عوامل اقتصادية، وسياسية، ومؤسسية، أدت إلى زيادة الطلب على البيتكوين.

ضعف الدولار وتزايد مخاطر الاقتصاد الأميركي

يعد التراجع في قوة الدولار الأميركي أحد أبرز المحركات التي دفعت المستثمرين نحو البيتكوين، فمع استمرار الجدل داخل الولايات المتحدة بشأن إغلاق الحكومة الفيدرالية وتزايد حجم العجز المالي، لجأ المستثمرون إلى الأصول البديلة للتحوّط من تراجع قيمة العملة الأميركية.

فالبيتكوين الذي كان يُنظر إليه سابقًا كأصل عالي المخاطر، بات اليوم يُعتبر بالنسبة لكثيرين "ذهبًا رقميًا"، خصوصًا مع تجاوز أسعار الذهب حاجز 4,000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، ما عزّز فكرة أن المستثمرين يبحثون عن ملاذات تحفظ القيمة في وجه السياسات المالية غير المستقرة.

الطلب المؤسسي الضخم 

كما أن الطلب المؤسسي الضخم عبر صناديق التداول الفوري "Spot Bitcoin ETFs" المدرجة في الولايات المتحدة، ساهم في الارتفاع التاريخي.

ووفقًا لبيانات TradingView، بلغ صافي التدفقات الأسبوعية إلى هذه الصناديق نحو 3.24 مليار دولار، وهو رقم قياسي يعكس ثقة المؤسسات المالية الكبرى، مثل BlackRock وFidelity، في مستقبل البيتكوين كأصل استثماري طويل الأجل.

هذا الزخم المؤسسي لم يرفع السعر فقط، بل غير طبيعة السوق، إذ أصبح التداول أكثر استقرارًا نسبيًا، مع دخول محافظ ضخمة تشتري بكميات كبيرة وتحتفظ لفترات أطول.

 

توقعات خفض الفائدة الأميركية 

زادت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، مما انعكس بالإجاب في دعم البيتكوين، فانخفاض الفائدة يعني تراجع العائد على الأصول التقليدية مثل السندات، ما يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل أكثر ربحية وأمانًا ضد التضخم.

وتشير بيانات ADP الأخيرة إلى تباطؤ في سوق العمل الأميركي، وهو ما دعم التكهنات بعودة السياسة النقدية التيسيرية، ومع كل إشارة جديدة على هذا الاتجاه، تتلقى العملات المشفرة دفعة قوية، باعتبارها أكثر حساسية للسيولة من أي أصل آخر.

 

السياسة اليابانية

لم يكن التأثير الأميركي وحده وراء الصعود، ففوز تاكايشي سانيه، الداعمة لسياسات "آبينوميكس"، برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي في اليابان عزّز التوقعات بعودة التحفيز المالي الواسع، ما يعني ضخ سيولة إضافية في الأسواق الآسيوية.

وبما أن البيتكوين يُعتبر أصلًا عالميًا لا يخضع لقيود جغرافية، فإن هذه السيولة تتحول بسرعة إلى طلب متزايد على العملات المشفرة، في ظل بحث المستثمرين الآسيويين عن أدوات استثمارية تحميهم من تراجع الين وضعف العوائد المحلية.

 

Uptober.. ظاهرة موسمية تعزز الزخم

يُعرف شهر أكتوبر بين المتداولين في أسواق الكريبتو باسم "Uptober"، نظرًا لأن البيتكوين ارتفع خلال هذا الشهر تسع مرات في آخر عشر سنوات، فالعامل النفسي هنا لا يقل أهمية عن العوامل الاقتصادية، فمجرد تكرار النمط التاريخي يدفع المتداولين إلى الدخول المبكر في السوق، ما يخلق دوامة من الزخم الإيجابي.

وفي أكتوبر الجاري وحده، ارتفع سعر البيتكوين بنحو 7%، مدعومًا بتزايد التوقعات بحدوث موجة توسّع مالي عالمي، وبالتزامن مع مكاسب الأسهم الأميركية التي منحت المستثمرين ثقة إضافية.

ملاذ آمن رقمي

خلال السنوات الماضية، ارتبطت حركة البيتكوين غالبًا بأسهم التكنولوجيا، باعتباره أصلًا عالي المخاطر، لكن هذا الارتباط بدأ يتراجع في أكتوبر الحالي، حيث تحول سلوك البيتكوين ليوازي سلوك الذهب أكثر من الأسهم.

ورأى محللون في شركة Hashdex Asset Management أن هذا التحول يعكس نضوج السوق، وتحول نظرة المستثمرين إلى البيتكوين كأداة تحوّط ضد تدهور العملات التقليدية، أو ما يُعرف بـ "تجارة تدهور العملات "Debasement Trade"، وهي استراتيجية تهدف إلى حماية الثروة من فقدان القيمة الشرائية.

وأضافوا أن استمرار العجز المالي الأميركي، وارتفاع الدين العام، وتراجع أسعار الفائدة الحقيقية، كلها عوامل تدفع المزيد من رؤوس الأموال إلى البيتكوين باعتباره أصلًا نادرًا ومحدود الإصدار لا يخضع لسيطرة الحكومات.

تم نسخ الرابط