مشروعات زراعية وصناعية وفرص عمل.. 10 مليارات جنيه تعيد رسم ملامح سيناء

لم تكن ملحمة التنمية في سيناء وليدة اليوم، بل هي امتداد لمسيرة بدأت منذ سنوات طويلة، لتتحول شبه الجزيرة التي كانت يومًا ساحة للبطولات إلى محور رئيسي في خريطة التنمية الشاملة للدولة المصرية.
فمنذ انطلاق رؤية الدولة عام 2014، لم تتوقف الجهود لحظة عن بناء حياة جديدة في سيناء، من خلال مشروعات زراعية وصناعية وخدمية متكاملة تهدف إلى خلق فرص عمل حقيقية لأبنائها وتحقيق تنمية مستدامة تليق بمكانتها الاستراتيجية والتاريخية.
وفي الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، تجدد الدولة المصرية التزامها بمواصلة مسيرة البناء في شمال وجنوب سيناء، لتظل التنمية فيها استمرارًا للعبور الثاني الذي قادته القيادة السياسية منذ أكثر من 10 سنوات.
مشروعات واستثمارات بـ10 مليارات جنيه
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الدولة تنفذ «ملحمة وطنية جديدة» على أرض سيناء من خلال استثمارات حكومية تبلغ نحو 10 مليارات جنيه ضمن خطة العام المالي 2025/2026، تشمل تنفيذ مشروعات بنية تحتية، وزراعية، وتعليمية، وصحية، وتنموية في شمال وجنوب سيناء.
وأشارت إلى أن هذه الجهود تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص عمل مستدامة، وتمهيد الأرض لجذب الاستثمارات الخاصة والصناعات الجديدة في المنطقة.
الزراعة واستصلاح الأراضي
وفي مقدمة الملفات التي تقود التنمية في سيناء تأتي الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث نفذت الدولة سلسلة من المشروعات الكبرى لتوفير المياه وتنمية الرقعة الزراعية، مثل محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بطاقة 5 ملايين م³ يوميًا لاستصلاح 400 ألف فدان، ومشروع محطة المحسمة لمعالجة مليون م³ يوميًا لتوفير مياه لزراعة 250 مليون م² من الأراضي شرق القناة.
كما شملت الجهود إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا جديدًا استوعبت أكثر من 2000 أسرة في شمال وجنوب سيناء، وتوفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين من خلال مبادرة «اسأل واستشير»، التي تقدم خدمات رقمية وميدانية يومية حول أفضل الممارسات الزراعية.

تحلية ومعالجة المياه
ولأن المياه هي أساس الحياة، توسعت الدولة في إنشاء محطات تحلية مياه البحر لتغطية مختلف المدن والقرى في جنوب وشمال سيناء، بإجمالي إنتاج يومي يتجاوز 250 ألف م³، لتأمين احتياجات الشرب والزراعة.
كما يجري تطوير منظومة المياه بمدينة العريش وتحديث شبكاتها، بما يضمن استدامة الموارد المائية وتحسين الخدمات للسكان.
مناطق صناعية وتنموية
تواكب التنمية الزراعية خطة شاملة لتطوير المناطق الصناعية وإنشاء تجمعات إنتاجية جديدة في مدن العريش، بئر العبد، رأس سدر، وأبو زنيمة، بما يفتح آفاقًا جديدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر آلاف فرص العمل لأبناء سيناء.
كما يجري الانتهاء من مركز خدمات مصر بالعريش ليكون أول مركز نموذجي متكامل يقدم أكثر من 150 خدمة حكومية رقمية، في خطوة نحو تحويل سيناء إلى بيئة جاذبة للاستثمار والإقامة والعمل.
دعم المرأة والشباب
تتضمن جهود التنمية تمكين المرأة السيناوية عبر مبادرات تدريبية ومشروعات إنتاجية صغيرة، ودعم الشباب في مشروعات زراعية وصناعية بالتعاون مع بنك QNB ومنظمة الفاو، إلى جانب برامج تدريب ميداني للمزارعين على الأساليب الحديثة للري والزراعة الذكية لمواجهة الجفاف والملوحة.
كما أطلق مركز بحوث الصحراء مشروعات لحفظ التنوع البيولوجي، وتوثيق المؤشر الجغرافي لزيت الزيتون السيناوي، ما يعزز فرص تصديره كمنتج مميز عالميًا.
بنية تحتية حديثة
تشهد سيناء نهضة عمرانية شاملة بتشييد 22 تجمعًا سكنيًا و2230 بيتًا بدويًا، وتنفيذ 7 مدن جديدة و58 ألف وحدة سكنية لتوفير حياة كريمة للمواطنين، مع تطوير شبكات المياه والكهرباء والغاز الطبيعي التي تضاعفت أطوالها بأكثر من 200٪ منذ عام 2014.
كما تمت ميكنة الخدمات الحكومية في 42 وحدة مرور و18 نيابة، بما يسهل حياة المواطنين ويرسخ مفهوم التحول الرقمي في شبه الجزيرة.
جهود متواصلة
تتواصل جهود الدولة بخطى ثابتة لتحقيق تنمية شاملة في سيناء، تجمع بين الزراعة والصناعة والبنية التحتية والخدمات، لتوفير حياة كريمة للمواطنين، لأن الإنسان هو محور التنمية والغاية من كل مشروع.
فما يحدث اليوم على أرض سيناء هو عبور جديد لا تقل بطولته عن عبور 1973، عبور نحو التنمية المستدامة، نحو حياة كريمة لكل مواطن على أرض الفيروز.