إخلاء سبيل المتهمين بالفعل الفاضح على المحور بكفالة مالية
بيجامة الكستور.. كيف تحولت صناعة غزل المحلة إلى أيقونة نصر في حرب أكتوبر؟
تستعيد الذاكرة المصرية تفاصيل تاريخية في ذكرى احتفالات انتصار حرب أكتوبر عام 1973، ولا تزال بيجامة الكستور عالقة في الأذهان، تحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد كونها ملابس عادية.
بيجامة الكستور مصنوع داخل غزل المحلة
بيجامة الكستور"، التي ارتداها الأسرى الإسرائيليون عند ترحيلهم من مصر، صُنعت بفخر في مصانع شركة غزل المحلة المصرية العملاقة، وهذا المشهد، الذي سُجل في الوثائق المصورة آنذاك، لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل قرارًا سياسيًا ونفسيًا بامتياز، اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات.
وتم تغيير مجريات الحرب وقتها من عسكرية قتالية في الميدان إلى “نفسية”، لكسر شوكة عدوها، وهو ما يتجسد كل عام مع خروج صور ومقاطع فيديو الأسرى الإسرائيليين في حرب أكتوبر، وهم مرصوصون في ملابس مخططة بـ"الأبيض والأسود".
الكستور هوية صناعية مصرية
كانت بيجامة الكستور المصنوعة من القطن المصري الفاخر ومن إنتاج غزل المحلة، في ذلك الوقت، تمثل جزءًا أصيلاً من الهوية الصناعية والاقتصادية المصرية، حيث كان يعرف هذا القماش بجودته ومتانته وكان يُباع في كبرى المتاجر الوطنية ويُصرف للمواطنين عبر بطاقات التموين، مما يجعله رمزًا للمنتج المصري العريق والشامل.
رسالة إزلال للجيش المهزوم
وفي الواقعة الشهيرة عند تبادل الأسرى، أُلبِس الجنود الإسرائيليون هذه البيجامات، في لفتة اعتبرها الكثيرون في ذلك الوقت تحمل رسالة إذلال غير مباشر للجيش المهزوم، باعتبار أن البيجامة في الثقافة المصرية، ترتبط بملابس الراحة أو ملابس الأطفال بعد الختان، مما يمنحها دلالة تقليل من شأن مرتديها في سياق عسكري.
نصر أكتوبر عمل جماعي
هذا المشهد بالتأكيد استطاع أن ينقل رسالة واضحة للعالم مفادها أن النصر المصري لم يكن عسكريًا فقط، بل كانت كل مؤسسات الدولة تعمل كجبهة واحدة، من المصانع إلى الجبهات، مؤكدة على قوة الصناعة الوطنية المصرية وقدرتها على دعم المجهود الحربي بكل تفاصيله.
ولا يخفى على أحد أن مصانع غزل المحلة والشركات الوطنية تحولت إلى خلايا نحل تعمل بكامل طاقتها لدعم القوات المسلحة، ولم تكن شركة المحلة تنتج الملابس للسوق المدنية فقط، بل كانت جزءًا من "المجهود الحربي"، حيث كانت تخرج منها سيارات النقل محملة بالمعدات والمؤن.
التاريخ يصنع على الجبهة وفي خطوط الإنتاج
وإلباس الأسرى الإسرائيليين بيجامة الكستور منتج "غزل المحلة" الشهير ربط بشكل رمزي بين صناعة القطن المصري ولحظة الانتصار الوطني، ليؤكد أن التاريخ يصنع على الجبهة وفي خطوط الإنتاج على حد سواء.