قبل 6 أكتوبر.. كيف خدع الجيش المصري المخابرات الإسرائيلية؟

قبل اندلاع حرب السادس من أكتوبر 1973، كانت رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي جولدا مائير تتابع الوضع عن كثب، وتُعقد اجتماعات مستمرة مع كبار قادة جيش الاحتلال في ما يُعرف بـ«مطبخها السياسي»، لتقييم الموقف العسكري للجيش المصري وتحليل التقارير الاستخباراتية.
أعضاء المطبخ السياسي
حضر الاجتماعات وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان، والقائدان يغآل ألون ويسرائيل غاليلي، إلى جانب عدد من الجنرالات وخبراء الأمن العسكري، واجتمعت مائير مع هذه المجموعة 17 مرة قبل الحرب، بمشاركة رئيس هيئة الأركان دافيد اليعازر في معظم الجلسات.
فشل المخابرات الإسرائيلية
وفق اعترافات مائير، كانت تقديرات المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن القوات المصرية غير جاهزة لأي هجوم، وأن تحركات الجيش المصري في الجنوب مجرد مناورات روتينية. وأكد قادة المطبخ السياسي لمائير أن لا حاجة لتعبئة قوات الاحتياط، ولم يتوقع أحد اندلاع الحرب.
خداع المصريين للإسرائيليين
نجح الجيش المصري في تضليل المخابرات الإسرائيلية بشكل مذهل، ونجح في إخفاء تحركاته وخططه العسكرية، ما دفع مائير لرفض استدعاء الاحتياط قبل يوم الحرب، ثم عبرت لاحقًا عن ندمها الشديد على هذا القرار، قائلة: «كان من واجبي أن أستمع إلى قلبي وأوافق على التعبئة».
ساعة الصفر
في صباح يوم 6 أكتوبر 1973، علمت مائير بهجوم مصري-سوري مشترك سيبدأ بعد الظهر، وهو ما صدمها وأكد فشل تقديراتها. وصفت اليوم في مذكراتها «نهاية الطريق» بأنه كابوس طويل، وشددت على انهيار التضامن داخل دوائر الحرب، وانتقادها لما سمّته «حكومة المطبخ» التي تصرفت أحيانًا وكأنها الحكومة نفسها دون مسؤولية.