رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

فيضانات السودان تفضح سد النهضة.. كارثة تهدد ملايين البشر وتحذيرات من انهيار وشيك

سد النهضة
سد النهضة

تصدرت الفيضانات المدمرة التي اجتاحت السودان، تريند مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والمنطقة، بعد أن أغرقت المياه مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وأحياء كاملة، وسط تحذيرات من "كارثة غير مسبوقة" قد تكون إنذارًا مبكرًا لانهيار سد النهضة الإثيوبي.

فيضان غير معتاد يثير الهلع

المقاطع والصور التي انتشرت على نطاق واسع وثّقت حجم المأساة، حيث ارتفع منسوب النيل الأزرق في الخرطوم إلى 16.89 متر، وهو رقم يقترب من مستوى الفيضان الكبير الذي لم يشهده السودان منذ أكثر من نصف قرن.

النشطاء وصفوا المشهد بأنه "غرق مقصود"، متهمين إثيوبيا بفتح بوابات سد النهضة بشكل مفاجئ لتصريف 730 مليون متر مكعب يوميًا، أي بزيادة 300 مليون متر مكعب عن المعدل الطبيعي في هذا التوقيت.

خبراء: أخطاء إثيوبيا فادحة

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، كشف أن السبب الجوهري للأزمة هو فشل إثيوبيا في تشغيل التوربينات الخاصة بالسد، حيث لم يعمل سوى 4 من أصل 13 توربينا، ما أجبرها على تخزين كميات هائلة من المياه طوال العام، ثم تصريفها دفعة واحدة مع بدء موسم الأمطار.

وقال شراقي إن ما حدث يمثل "سوء إدارة كارثي" جعل بحيرة السد ممتلئة بالكامل، وهو ما تسبب في فيضان من أعلى الممر الأوسط للسد، واضطر الإثيوبيون إلى فتح أربع بوابات دفعة واحدة، مؤكدًا أن هذا التصريف العشوائي وراء غرق السودان.

غضب سوداني وتحذيرات من الأسوأ

المدون السوداني علي دمازين قال: "سبق أن حذرت بأن الفيضانات آتية لا محالة.. ما يحدث ليس مجرد فيضان طبيعي بل له أبعاد سياسية خطيرة تهدد استقرار السودان"..

بينما حذر الكاتب عبد الحميد حمدي من أن السودان يواجه الآن أكبر أزمة مائية في تاريخه الحديث، مشيرًا إلى أن آلاف الأفدنة غرقت، وعشرات الآلاف من المواطنين تشردوا، فيما ارتفعت نسبة الخسائر الزراعية إلى 30% في بعض المناطق.

مخاوف من انهيار وتهديد لمصر

المخاوف لم تتوقف عند السودان، إذ أكد خبراء أن استمرار الضغط على جسم السد قد يقود إلى سيناريو أسوأ: انهيار مفاجئ يهدد حياة 20 إلى 30 مليون إنسان في السودان وحده.

وحذر شراقي من أن هذه الفيضانات لن تقف عند حدود الخرطوم، وأن جزءًا من المياه الزائدة سيصل إلى مصر، وإن كانت بحيرة السد العالي قادرة على استيعاب الكميات، إلا أن الخطر الأكبر يكمن في غياب أي تنسيق مع دول المصب.

كارثة تكشف "خداع إثيوبيا"

وعبّر نشطاء عن غضبهم مما وصفوه بـ"خداع إثيوبيا"، التي طالما روجت أن سد النهضة سيحمي السودان من الغرق وينظم المياه، لكن الواقع جاء معاكسًا تمامًا، حيث تحول السد إلى مصدر تهديد مباشر لحياة الملايين.

المراقبون يرون أن ما حدث في السودان ليس مجرد أزمة طارئة، بل جرس إنذار خطير على أن ملف سد النهضة دخل مرحلة شديدة الخطورة، وأن استمرار السياسات الإثيوبية الأحادية قد يقود إلى كوارث تفوق ما جرى في سبتمبر الحالي.

تم نسخ الرابط