الأزهر يحتفل بتخريج طلاب بروناي ورعاية خاصة للوافدين

شهد مركز الأزهر للمؤتمرات صباح اليوم حفلًا مهيبًا بمناسبة تخرّج دفعة جديدة من طلاب سلطنة بروناي دار السلام الملتحقين بجامعة الأزهر للعام الجامعي 2024/2025 الحفل الذي نظمته سفارة بروناي بالقاهرة، حضره السفير البروناي وأهالي الطلاب إلى جانب قيادات الأزهر، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الذي ألقى كلمة أكّد فيها المكانة العالمية للأزهر ودوره في رعاية أبنائه الوافدين.
رعاية الإمام الأكبر للطلاب الوافدين
استهلّ الدكتور الجندي كلمته بالتأكيد على أن الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يولِي الطلاب الوافدين اهتمامًا استثنائيًا يتجاوز الجانب الأكاديمي ليشمل أوضاعهم المعيشية والصحية والاجتماعية.
وأضاف أن فضيلته يتابع بنفسه أدق تفاصيل حياتهم الدراسية، ويوجّه مختلف قطاعات الأزهر لتقديم كل أشكال الدعم لهم، في انعكاس مباشر لرسالة الأزهر الإنسانية والعالمية.
طلاب بروناي.. نموذج للاجتهاد وحَمَلة رسالة الوسطية
أشاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بطلاب سلطنة بروناي دار السلام، واصفًا إياهم بأنهم "طلاب علم أمناء" يتميزون بالجد والاجتهاد، مؤكّدًا أنهم يحملون رسالة الأزهر في الوسطية والاعتدال إلى أوطانهم. وأوضح أن جهود قطاعات الأزهر المختلفة تتكامل لخدمة الطالب الوافد، تحت إشراف مباشر من الإمام الأكبر ووكيل الأزهر الشريف، بما يعزز مكانة الأزهر كمنارة تعليمية وروحية.
وفي لمحة تاريخية، أشار الدكتور الجندي إلى أن الأزهر منذ بدايات القرن العشرين أصبح قبلة للبعثات العلمية الرسمية من مختلف دول العالم، حيث توافدت إليه الوفود من الشرق والغرب طلبًا للعلم. وذكّر بأن أول بعثة رسمية كانت من الصين عام 1931، وقدّم طلابها إسهامات كبيرة في خدمة اللغة العربية وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشعوب، ما جعل الأزهر منارة حقيقية للتواصل الحضاري.
خريجو الأزهر سفراء اعتدال ورسالة متجددة
لفت الجندي إلى أن خريجي الأزهر عبر التاريخ كانوا وما زالوا "سفراء اعتدال"، يجسّدون رسالة الإسلام الصحيحة في أوطانهم، ويحملون مشجرًا علميًا وفكريًا متصلًا بسند الأزهر العريق الممتد من كبار شيوخه وصولًا إلى الإمام الأكبر الحالي.
وأضاف أن هؤلاء الخريجين يسهمون في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ويشكّلون جسور تواصل بين الأمم والشعوب.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر الشريف لا يقتصر دوره على مصر أو المنطقة العربية، بل يمد جسور العلم والمعرفة إلى قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين.
كما شدّد على أن الأزهر يولي عناية خاصة بالطلاب الوافدين من مناطق الصراع، وبالأخص من غزة، ليكونوا رسل سلام ينشرون نور الوسطية في مواجهة الأفكار المتطرفة.
الأزهر منارة العِلم والوسطية
اختتم الدكتور الجندي كلمته بالتأكيد على أن الأزهر سيظلّ "بيت العلم والوعي" و"قلعة الفكر الرشيد"، يفتح أبوابه أمام طلاب العلم من كل أنحاء العالم، ليغترفوا من علومه ويجسّدوا قيمه في الاعتدال والتعايش والتسامح، مشددًا على أن خريجي الأزهر هم الامتداد الحي لرسالته العالمية.