ملك إسبانيا: أكثر من 60 شركة إسبانية مستقرة في مصر.. والشراكة الاقتصادية تتحول لواقع ملموس
شهدت القاهرة اليوم انطلاق فعاليات الملتقى المصري الإسباني للأعمال، بحضور جلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وممثلي القطاعين الحكومي والخاص من البلدين.
وخلال كلمته، نقل الملك فيليبي السادس تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، معربًا عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، ومشيدًا بمأدبة العشاء الرسمية التي أقامها الرئيس السيسي وحرمه بمنطقة الأهرامات مساء أمس، مؤكدًا أنها جسدت عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
أوضح ملك إسبانيا أن زيارته الحالية تأتي بعد زيارة الرئيس السيسي إلى مدريد منذ 7 أشهر، حيث كان اللقاء بداية لشراكة استراتيجية تتطور اليوم إلى واقع ملموس من خلال الملتقى، معتبرًا أن هذا الحدث يمثل فرصة لدفع العلاقات الاقتصادية إلى مستويات أوسع.
وأشار إلى أن التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا عام 2024 بلغ نحو 1.45 مليار يورو صادرات إسبانية مقابل 1.6 مليار يورو واردات من مصر، ما يعكس الثقة المتبادلة ويؤكد إمكانات أوسع للتعاون.
لفت الملك إلى أن أكثر من 60 شركة إسبانية مستقرة في مصر منذ عقود، تساهم بخبراتها في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، بينما تعمل شركات مصرية أيضًا في إسبانيا في مجالات الابتكار والاستثمار والقيمة المضافة.
وأكد أن الشركات الإسبانية تشارك بفاعلية في المشروعات العملاقة التي تنفذها مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وشبكة القطارات فائقة السرعة، ومحطات معالجة المياه، والمتحف المصري الكبير الذي يقترب افتتاحه، معتبرًا أن هذه المشروعات تحسن جودة حياة ملايين المصريين.
تطرق ملك إسبانيا إلى التعاون في مجال السياحة وحماية الآثار، مشيرًا إلى أن مشروع حماية المواقع الأثرية في الأقصر والأهرامات تم بتمويل ومنحة إسبانية، وباستخدام أحدث التقنيات، ليستفيد منه أكثر من 15 مليون سائح سنويًا.
وأضاف أن خبرة إسبانيا في السياحة المستدامة، التي جذبت 49 مليون سائح في 2024، تمثل قيمة مضافة لمصر، مؤكدًا أن هناك فرصًا واسعة للتعاون في السياحة الثقافية والعلاجية ورقمنة القطاع.
أشاد جلالة الملك بالإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر لتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز البنية التحتية، مشيرًا إلى أن إسبانيا تتابع هذه الخطوات باهتمام وتعتبر نفسها شريكًا موثوقًا في مسارها.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الملتقى يمثل منصة لتعزيز الثقة والشراكات الاقتصادية في مجالات الطاقة، والتحول الرقمي، والنقل المستدام، والتدريب المهني، متمنيًا أن تثمر هذه الجهود عن مزيد من التقدم والازدهار المشترك بين البلدين.