الأزهر يحيي ذكرى ميلاد الشيخ محمود خليل الحصري.. صوت خلد القرآن في القلوب

يوافق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر ذكرى ميلاد الشيخ محمود خليل الحصري (1917 – 1980)، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن في مصر والعالم الإسلامي، وشيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق،  وقد نشر الأزهر الشريف عبر بوابته الإلكترونية سيرة هذا القارئ الفذ، الذي ارتبط اسمه بالخشوع والدقة وروعة الأداء القرآني.

نشأة الحصري وبداياته

وُلد الشيخ في قرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، في الأول من ذي الحجة 1335هـ. لُقّب بـ"الحصري" نسبة إلى ما عُرف به والده من كثرة التصدق بالحصير للمساجد، التحق بكتاب القرية في سن الرابعة، وأتم حفظ القرآن كاملًا وهو في الثامنة من عمره، قبل أن يبدأ رحلته مع علوم القراءات في معهد طنطا الديني، حتى حصل على شهادة القراءات العشر عام 1958.

عام 1944 اجتاز الشيخ امتحان الإذاعة المصرية متفوقًا على جميع المتقدمين، ليبدأ مسيرته الإذاعية التي أوصلت صوته إلى كل بيت. وفي عام 1950 عُيّن قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا، ثم لمسجد الإمام الحسين بالقاهرة سنة 1955، حيث ارتبط اسمه بالمحراب الحسيني لعقود.

اشتهر الحصري بدقة أحكام التلاوة، وجودة الحفظ، وأداء يميزه عن سائر القراء، ما جعله سفيرًا بصوته للقرآن في شتى بقاع العالم. زار دولًا عديدة قارئًا ومعلّمًا، فارتبط اسمه عالميًا بمكانة الأزهر ومصر.

كان للشيخ دور كبير في الدعوة إلى إنشاء أماكن لتحفيظ القرآن في جميع القرى والمدن المصرية، وساهم في تأسيس نقابة القراء لرعاية شؤونهم،  تولى منصب وكيل مشيخة المقارئ عام 1958، ثم شيخًا لها في 1961، كما أصبح رئيسًا لاتحاد قراء العالم عام 1967.

ترك الشيخ تراثًا ضخمًا من تسجيلات القرآن في الإذاعات العربية والعالمية، وكان أول من سجّل المصحف كاملًا بصوته. ورفض أن يتقاضى أي مقابل مادي لقاء تسجيلاته، معتبرًا أن القرآن لا يُثمن. إلى جانب ذلك، ألّف كتبًا في علوم القراءات وأحكام التلاوة.

نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967، وأنشأ في بلدته مسجدًا ومعهدًا دينيًا ومدرسة لتحفيظ القرآن. وقبيل وفاته أوصى بثلث أمواله لخدمة القرآن وأهله. رحل الشيخ الحصري في 24 نوفمبر 1980، لكن صوته لا يزال حاضرًا، يعلّم الأجيال ويصدح في الآذان والصدور بقراءته العذبة المتقنة.