القمة العربية الإسلامية الطارئة.. القاهرة تدفع نحو موقف رادع وقرارات قابلة للتنفيذ

يتوجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، التي تعقد لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على دولة قطر.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن مشاركة الرئيس السيسي تأتي تأكيدًا على تضامن مصر الكامل مع دولة قطر حكومةً وشعبًا، وتجسيدًا لموقفها الثابت في الوقوف إلى جانب الأشقاء في مواجهة الانتهاكات التي تشكل خرقًا صارخًا للمواثيق والأعراف الدولية. ومن المقرر أن يلقي الرئيس كلمة مصر خلال القمة، يستعرض فيها رؤية القاهرة تجاه مستجدات الأوضاع الإقليمية، ويؤكد على ثوابت السياسة المصرية في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، إضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين.
تحركات دبلوماسية مكثفة
على صعيد موازٍ، كثفت مصر تحركاتها الدبلوماسية قبيل انعقاد القمة، حيث توجه وزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى الدوحة للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري. كما سبقت الزيارة سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع وزراء خارجية السعودية وتركيا وباكستان، تناولت تقييم التطورات الراهنة وتنسيق المواقف المشتركة.
وأكدت القاهرة في أكثر من مناسبة تمسكها بالمبادرة العربية كإطار عملي لحل القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن بعض الأطراف تسعى إلى تشتيت الانتباه عنها، إلا أن مصر تعتبرها الخطة الأكثر واقعية والقابلة للتنفيذ، مشددة كذلك على رفض أي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة أن معبر رفح مخصص لإدخال المساعدات الإنسانية فقط، ولن يكون منفذًا لفرض واقع ديموغرافي جديد.
توقعات بموقف جماعي رادع
ويرى مراقبون أن التحركات المصرية مع قطر لا تقتصر على التضامن في مواجهة العدوان، وإنما تمتد للإعداد لموقف جماعي رادع من المنتظر أن يصدر عن القمة العربية الإسلامية، وتُعقد القمة بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، ما يمنحها ثقلًا سياسيًا كبيرًا ويفرض ضرورة الخروج بمخرجات واضحة وقابلة للتنفيذ.
ويتوقع أن تركز القمة على إصدار بيان قوي يتضمن إدانة صريحة للممارسات الإسرائيلية، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، مع مطالبة مجلس الأمن بالتحرك لوقف التصعيد، إضافة إلى بحث تدابير عملية مشتركة لردع أي خطوات إسرائيلية جديدة قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
موقف مصري ثابت
كما تشير التقديرات إلى أن القاهرة تسعى من خلال مشاركتها النشطة إلى بلورة موقف إقليمي موحد يضع خطوطًا حمراء أمام السياسات الإسرائيلية، مع تعزيز التنسيق مع قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن فتح الباب أمام تقارب أكبر مع قوى إقليمية مثل تركيا وإيران.
ويؤكد محللون أن القمة تمثل فرصة لتعزيز وحدة الصف العربي والإسلامي، وتوجيه رسالة قوية بأن العدوان على قطر لا يستهدف دولة بعينها، بل يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي العربي والإسلامي، الأمر الذي يتطلب ردًا مشتركًا وحاسمًا.