رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من مقولة مبارك إلى واقع الدوحة.. "المتغطي بالأمريكان عُريان"

الرئيس المصري السابق
الرئيس المصري السابق مبارك

ترامب أخذ الأموال.. والدوحة تلقت الصواريخ

"المتغطي بالأمريكان عُريان".. عبارة نقلها أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الأسبق، عن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك قبل سنوات، وظنها البعض حينها مجرد تعبير سياسي. 

لكن الأحداث الأخيرة في الدوحة أثبتت أن تلك الكلمات كانت رؤية بعيدة المدى؛ فبرغم المليارات التي تدفقت من قطر إلى واشنطن، وصفقات ضخمة تجاوزت التريليون دولار، بقيت العاصمة الخليجية مكشوفة أمام هجمات إسرائيلية متكررة، بينما اكتفى الحليف الأمريكي بالمشاهدة.

القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استياءه العميق من غياب الحماية الأمنية لبلاده، خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة ستيف ويتكوف، قائلاً: "يبدو أننا بحاجة إلى شركاء أمنيين جدد، لأننا تعرضنا لهجومين خلال الأشهر الستة الماضية ولم يتم توفير الحماية اللازمة لنا".

التصريح تزامن مع كشفه أن واشنطن لم تبلغ الدوحة بالهجوم الأخير إلا بعد عشر دقائق من وقوعه، وأن إسرائيل استخدمت أسلحة متطورة لم ترصدها الرادارات، في عملية وُصفت بالغادرة، وهو ما ألقى الضوء على هشاشة التحالف الأمني مع الولايات المتحدة، رغم ما ضخّته قطر في جيوبها.

البيت الأبيض نفسه كان قد أعلن في "مستند حقائق" نُشر على موقعه الرسمي، أن زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب للدوحة أثمرت عن اتفاقيات استثمارية واقتصادية هائلة تجاوزت قيمتها 1.2 تريليون دولار، شملت صفقات تاريخية لشراء طائرات "بوينغ" ومحركات "جنرال إلكتريك" بقيمة تفوق 243 مليار دولار. ورغم هذه الأرقام الفلكية، لم تُترجم الوعود الأمريكية إلى حماية حقيقية، بل تركت قطر وحدها في مواجهة نيران العدوان.

اليوم، ومع تصاعد الغضب داخل الأوساط القطرية الرسمية، يطفو على السطح سؤال محوري: هل آن الأوان للعرب أن يتخلوا عن وهم "المظلة الأمريكية" ويبحثوا عن أمن جماعي بأيديهم؟

المصادر الدبلوماسية تشير إلى أن ما جرى في الدوحة أعاد فتح النقاش حول فكرة "القوة العربية المشتركة" التي طالبت بها القاهرة منذ عام 2015، يومها قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الأمن القومي العربي لا يُشترى بالمال، بل يُصان بإرادة عربية موحدة، وهو ما صدّقته الأيام بعد أن دفعت قطر الثمن دون أن تحصد الأمان.

وهكذا، تتجسد اليوم حكمة مبارك في أبسط صورها: من يغطّي نفسه بالوعود الأمريكية سيبقى عُرياناً ساعة الحقيقة.

تم نسخ الرابط