وزير الثقافة: "مسرح المواجهة والتجوال" سيجوب عشرين محافظة وتحظى به 130 قرية

قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: "في حياة الأمم دائمًا ما يسطع نور رموز مضيئة من الأدباء والفنانين، من الشعراء والتشكيليين، أولئك الذين خرجوا من رحم هذه الأرض الطيبة، وحملوا مشاعل التنوير، وكانت لحظة فارقة في حياتهم حين أُهدي إليهم كتاب، أو ديوان شعر، أو حين وجدوا من يأخذ بأيديهم داخل قصر ثقافة، أو على مسرح القرية، أو في ساحة مدرسة وجامعة، ليصيروا فيما بعد نجوم مصر وقادة فكرها وريادتها العربية".
حاء ذلك خلال كبمته في حفل تدشين فعاليات المرحلة السادسة من مشروع "مسرح المواجهة والتجوال"، التابع للبيت الفني للمسرح، برئاسة هشام عطوة، بقطاع المسرح، برئاسة المخرج الكبير خالد جلال، وبأشراف المخرج محمد الشرقاوي، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي استضافتها دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام.
وأضاف وزير الثقافة: "ومنذ أكثر من عام، حين شرفت بتحمل مسؤولية وزارة الثقافة، جُلت في ربوع هذا الوطن، من القرى والنجوع إلى الضواحي والمدن، فاكتشفت الكنز الحقيقي لمصر: شبابًا وأطفالًا، فنانين بالفطرة، متعطشين للفن والثقافة والإبداع، في أبو سمبل والقرنة، في أخميم وأسيوط، في نخيل بئر العبد والطور، في الفيوم والإسماعيلية، وغيرها، وجدت آلاف المواهب التي تحتاج فحسب إلى من ينير لها الطريق ويفتح أمامها الأبواب، حاملًا النور في مواجهة الأفكار الظلامية، ليمنح أبناءنا فرصة الحلم وصناعة مستقبل أجمل".
وتابع قائلًا: "ومن هذا الإيمان العميق بدور الثقافة في بناء الإنسان، نُعلن اليوم انطلاق المرحلة السادسة من مشروع مسرح المواجهة والتجوال، بمشاركة مختلف قطاعات الوزارة وليس المسرح فحسب، ليكون أشبه بوزارة ثقافة متنقلة في قلب مصر، كوزارة متكاملة تصل إلى الناس في قراهم ونجوعهم، وتفتح لهم أبواب المعرفة والفن والإبداع، كما تفتح أبواب مؤسساتها وقصور الثقافة، خاصة تلك التي افتُتحت مؤخرًا في أسوان وسوهاج وسيناء وغيرها من محافظات العمق المصري، وهذا جنبًا إلى جنب مع الجامعات والمعاهد ومراكز الشباب، وغيرها من الفضاءات التي ستتحول إلى ساحات مفتوحة للثقافة والفنون، بفضل دعم وشراكة الوزارات المعنية ومؤسساتنا الوطنية، والتي نشرف بالتعاون معها لصنع مستقبل أكثر إشراقًا أمام أبنائنا الذين يُمثلون نبض الوطن والرهان الصائب إزاء رفعته وتقدمه".
وأكد وزير الثقافة أنه للمرة الأولى، سيجوب المشروع في مرحلته السادسة نحو عشرين محافظة، وتحظى به 130 قرية في 175 موقعًا، ليستهدف بذلك أكثر من مليون مواطن، ليسوا مجرد متلقين، بل شركاء في التجربة، حيث نسعى من خلال ورش تدريبية متخصصة، يُقدمها نجوم البيت الفني للمسرح، إلى اكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم في مختلف مجالات الفنون، وتشمل هذه المرحلة تقديم عروض مسرحية، ومعارض للكتاب والفنون والحرف اليدوية، إلى جانب توزيع عشرة آلاف كتاب مجانًا لأطفال القرى المستهدفة، لتظل الثقافة رفيقًا لهم، ولتبقى الكلمة والفن السلاح الأقوى في مواجهة الجهل والتطرف.
وقال وزير الثقافة: "إن هذه المرحلة الجديدة تحمل رسالة واضحة: أن الفنون ملك لكل مواطن، وأن الثقافة بكل مفرداتها لا تعرف حدود المكان أو الزمان، فهي تصل إلى القرى كما تصل إلى المدن، وإلى المراكز كما تصل إلى العاصمة، لتؤكد أن مصر بهويتها وتاريخها وإبداعها قادرة على أن تفتح نوافذ الأمل والمعرفة والإبداع لكل إنسان على أرضها، فإننا اليوم لا نطلق مجرد مشروع ثقافي، بل نؤكد أن مصر تمضي بثقة في طريق التنوير، تحت رعاية ودعم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع بناء الإنسان المصري في قلب مشروعه الوطني.